المشاهد والصور التي نشرت في الأسابيع الأخيرة لتدنيس مجموعات من المستوطنين ساحات المسجد الأقصى ونشر صور فاضحة وتعمد اليهوديات نشرها عبر منصات التواصل الاجتماعي وإظهار مسجد قبة الصخرة، هي تحدٍّ واضح لمشاعر المسلمين، وإظهار أن المسجد الأقصى لم يعد لديه من يحميه.
الصور الفاضحة التي نشرت لليهودية تعبير عن سياسة الاحتلال الإسرائيلي القائم على تدنيس كل ما هو مقدس والنيل من المقدسات الإسلامية والمسيحية ومحاولة الاحتلال الإسرائيلي عبر المستوطنين إظهار المشاهد المستفزة لمشاعر المسلمين والفلسطينيين ومحاولة التأكيد أنهم من يمتلكون التجوال في ساحات الأقصى بالطريقة التي تناسبهم، وإظهار السيادة الدينية ولو شكليًّا.
المشاهد المنشورة تطرح بوضوح ضرورة فضح الاحتلال والمستوطنين بسبب هذه الممارسات، وصولًا لمنعهم من دخول ساحات المسجد الأقصى وتدنيسه، وهذا جهد تراكمي يحتاج إلى موقف وطني شامل مدعوم بموقف إسلامي رسمي وشعبي يضع حدًّا لانتهاكات المستوطنين، ولو وصلت إلى أن تلجأ المقاومة
إلى صد ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، كما حدث في معركة سيف القدس في مايو 2021، لكن هذا الخيار يجب أن يكون الأخير، وأن يكون هناك تحرك شعبي ورسمي في مستويات عدة، ووضع هذا الملف على الطاولة الإقليمية والوطنية، وأن يفهم الاحتلال جيدًا أن استمرار هذه المشاهد المستفزة قد يقود إلى مواجهة جديدة في المنطقة، تكون أصعب من المواجهة السابقة، وأن المساس بالمقدسات هو خط أحمر يجب أن تضع الجهات الرسمية لدى الاحتلال حدًّا له قبل الذهاب إلى مواجهة حتمية.
بتكرار مثل هذه المشاهد والتعامل معها واستفزاز مشاعر المسلمين والفلسطينيين وفي مقدمتهم المقاومة الفلسطينية في غزة، يقع على عاتق الفلسطينيين في الضفة الغربية وفلسطين المحتلة عام 48 تعزيز التواجد والرباط في المسجد الأقصى على مدار الساعة والتصدي لمثل هؤلاء المستوطنين ومنعهم كي لا تصبح مشاهد اعتيادية، وأن يتجرعها الفلسطيني والمسلم بشكل طبيعي ضمن سياسة التدجين، وأن القصة لم يعد يهتم به سوى بعض الأشخاص من المرابطين، وهذا أمر خطير يستوجب رفع مستوى التحريض على هذا السلوك ومواجهته ومقاومته بكل السبل والطرق مهما كان الثمن وأن السكوت عنه يعني أن الاحتلال الإسرائيلي يفرض معادلات جديدة والتهرب من معادلة سيف القدس التي فرضت عليه عدم تدنيس المسجد الأقصى، وأن يحسب 1000 حساب لأي سلوك يقوم به في القدس وفي الأقصى، وأن سيف القدس ما زال مشرعًا مع مرور ما يزيد على العام، بل إن إمكانية الذهاب إلى مواجهة أقسى وأقوى وارد جدًّا، لكن بعد استنفاد الجهود لمنع هذه المشاهد والتصدي لها.