عودة لمطار ريمون وسفر سكان الضفة منه. المطار عملية التفافية على المطالب الفلسطينية. الفلسطينيون في الضفة وغزة يطالبون بحرية السفر للخارج. كان مطار قلنديا مطارًا يمكن تشغيله وتطويره لصالح المواطنين من سكان الضفة. دولة الاحتلال عملت على إهمال المطار لأن لها أطماعًا فيه لقربه من القدس، ولأنه في أرض فلسطينية محتلة. كان لغزة ياسر عرفات مطار صغير في رفح، شارون دمر المطار وأوقفه عن العمل. لم تجد المطالب الفلسطينية بعد شارون أذنًا إسرائيلية صاغية لإعادة تشغيل المطار؟
في مباحثات تهدئة ٢٠١٤م، و٢٠٢١م طالبت المقاومة بميناء ومطار لغزة، دولة الاحتلال لم تستجب لمطالب المقاومة، ولم تلتزم كل مقتضيات التهدئة. الفلسطيني يعاني كثيرًا إذا أراد السفر للخارج عبر مطار القاهرة أو عمان، ولا سيما عند اجتياز المعابر الحدودية. تقارير منظمات المجتمع المدني الدولي والأمم المتحدة تحدثت عن صعوبات سفر الفلسطينيين، وطالبت بتسهيل سفرهم للخارج.
كل هذه الاعتبارات تلقتها دولة الاحتلال، وحللتها، وقررت احتواءها وتوظيفها لصالح (إسرائيل) وتحقيق مكاسب مادية أيضًا، والتقدم نحو المجتمع الدولي بوجه المحتل الرحيم، الذي يعمل لصالح السكان، ويتفوق في تسهيلاته على الأنظمة العربية، ومن ثمة يتم وقف الضغوط الغربية، وشطب المطالب الفلسطينية، فقررت بناء مطار ريمون وتخصيصه لسفر الفلسطينيين، بغرض معلن هو تسهيل أمور حياتهم.
التسهيل من حيث الشكل حاصل وملموس، أمام سكان الضفة ممن لهم حسن سير وسلوك، من حيث التكاليف، وساعات السفر، ومعوقات المعابر، ولكن الأهداف الإسرائيلية السياسية، هي الحقيقة التي تختفي خلف الشكل، وهي مجموع ما قلناه آنفًا.
يقال إن رجالًا من سلطة الحكم الذاتي أبدوا موافقة على مطار ريمون، خلافًا للانتقادات العلنية التي صدرت مؤخرًا. ويقال إن الحكومة الأردنية لم تقم بعمل لوجستي في منطقة العقبة يمنع تنفيذ أعمال مطار ريمون، وكان هذا ممكنًا، مع عدم موافقة جهات مختصة على إنشاء ريمون في هذه المنطقة القريبة من ميناء العقبة.
المهم أن (إسرائيل) تتوقع نجاحًا جيدًا للمطار في تحقيق جميع الأهداف التي رسمتها وخططت لها الحكومة الإسرائيلية، وإن دعوات مقاطعة المطار لن تحقق أهدافها، ولعل هذا يؤكد أن دولة الاحتلال تعمل على ضم أجزاء واسعة من الضفة، بموازاة تسهيل الحياة المدنية أمام السكان حسب المفهوم الإسرائيلي، حتى يكون الضم مريحًا سياسيًّا عند حدوثه. المطار إعلان ضمِّ أراضٍ ضمًّا ناعمًا ومبكرًا! والرحلة الأولى حملت مسافرين من بيت لحم وغيرها، وغدًا تلحق بقية المحافظات!