دولة الاحتلال العظمى تضرب في اليمن، بعد الضرب في سوريا. جيش كوخافي غانتس نفذ غارة جوية في أثناء قصفه لغزة مؤخرا في ٧ أغسطس على هدف لحرس الثورة الإيرانية في اليمن. في الهجوم بحسب مصادر عبرية قتل (٦) من المستشارين الإيرانيين، ولبنانيون، في معسكر تديره جماعة الحوثي.
سؤال الحدث يقول: كيف تجرأت (إسرائيل) على تنفيذ هجوم قاتل لشخصيات مهمة في اليمن؟! اليمن بعيد عن حدود فلسطين المحتلة، ومن حقّه أن يصنع السلاح، وأن يدرّب عليه من يشاء. اليمن دولة مستقلة ذات سيادة، فكيف لدول الاحتلال أن تعتدي عليه بهذه السهولة، وبهذا الاستهتار؟!
الاعتداء أصاب اليمن، وبالذات قيادة الحوثي بجرح عميق، وكذا فتق جروحا إيرانية نازفة في سوريا، وثالثة في الضاحية في لبنان. هذه جراح مسكونة بالاستضعاف، وبالإذلال، فهل سيجتمع الجرحى على مهاجمة أهداف إسرائيلية، ردا على هذا الهجوم؟!
(إسرائيل) التي نفذت الهجوم بحسب معلومات استخبارية توافرت لها تتوقع ردا، ولكن متى؟ وأين؟ وكيف؟ أسئلة لا يمكنها الإجابة عنها.
دولة الاحتلال درست طبيعة الردود الممكنة، وآلية التعامل معها، ويبدو أن دراستها تقول إن أي ردود هي دون الحاجة التي اقتضت الهجوم المباغت في اليمن، وهذا استهتار آخر بالأطراف الثلاثة، فهل تقبل هذه الأطراف هذه المعادلة؟!
نعم، ثمة حالة احتقان في الجبهة الشمالية، وثمة قلق من فتح جبهة جنوبية مع الحوثي في اليمن، ولكن الدرس الذي تود (إسرائيل) إرساله لطهران يجعل القلق بلا قيمة. الرسالة وصلت: سنضربكم في طهران، كما ضربناكم في صنعاء. حزب الله لا يخيفنا. سنسوي الضاحية بالأرض. هذه هي رسائل دولة عظمى في الشرق الأوسط!
هل لهذه الرسائل علاقة بما يقال عن قرب توقيع إيران وأميركا على ملف الاتفاق النووي؟! أي هل رأت (إسرائيل) أن إيران ستكون مكبلة اليدين قبل التوقيع، خشية فشل التوقيع على الاتفاق، وعليه ستكبل يدي حزب الله، والحوثي؟! كل شيء في السياسة ممكن، ولكن من غير الممكن تقبل هذا الاستهتار والذلة، وإيجاد مبرر للسكوت عن كل هجوم إسرائيلي، في حين صوت القدرة على محو (إسرائيل) من الوجود يتردد في وسائل الإعلام بأصوات مرتفعة!