لا تتوقف مساعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي لبسط سيطرتها الكاملة على المدارس الفلسطينية في القدس المحتلة، وتغيير المناهج الدراسية، والعبث بوعي الطلبة، وتغيير الهوية الفلسطينية، وآخرها قرار بلدية الاحتلال منع إدخال الكتب الدراسية الفلسطينية.
وتسعى سلطات الاحتلال من خلال منع الكتب الفلسطينية إلى فرض المنهاج الذي تطرحه وزارة المعارف في حكومة الاحتلال وتمرير الرواية الإسرائيلية، وفق ما يقول مختصون.
وتتجاوز سلطات الاحتلال القانون الدولي من خلال السيطرة بالقوة على المدارس، إذ كفلت المادة 50 من اتفاقية جنيف الرابعة والمادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حقّ الشعوب تحت الاحتلال في الحصول على التعليم الذي يُساير معتقداتهم وحماية ثقافتهم وتراثهم من التغيير أو التشويه.
سابقة خطيرة
وعدَّ الناطق الإعلامي لاتحاد أولياء الأمور في القدس، رمضان طه، قرار سلطات الاحتلال بمنع إدخال الكتب المدرسية للمدارس الفلسطينية "سابقة خطيرة".
وقال طه لصحيفة "فلسطين": إنّ "اتحاد أولياء الأمور عبّر عن رفضه للقرار الإسرائيلي، لكونه يتنافى مع القيم الفلسطينية، إضافة إلى أنه قرار غير قانوني".
وأضاف: "نريد حقنا في تعليم أبنائنا وفق المنهاج الفلسطيني، وجميع المواثيق الدولية أقرت أنه من حقّ الشعوب المحتلة أن تدرس وفق المنهاج المحلي لتلك الشعوب".
وأوضح طه، أنّ سلطات الاحتلال تريد إدخال مناهج محرفة بدلًا من المنهاج الفلسطيني، ولكنّ اتحاد أولياء الأمور سيواجه القرار بقوة من أبناء مدينة القدس، وسيعلن جملة من القرارات التصعيدية.
وبيّن أنّ الاتحاد ينتظر بداية افتتاح العام الدراسي، ومعرفة جدية تنفيذ الاحتلال لقراره منع إدخال الكتب إلى المدارس العربية في مدينة القدس، محذرًا من أنه ستكون هناك خطوات احتجاجية من ضمنها الإضراب حال تنفيذ القرار.
ويبلغ عدد الطلبة الفلسطينيين في مدارس القدس نحو 98428 طالبًا وطالبة، وفقًا لبيانات نشرتها مؤسسة فيصل الحسيني مطلع يوليو/ تموز الماضي.
تشويه الهوية
من جانبه، أكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، أنّ قرار سلطات الاحتلال منع إدخال كتب المنهاج الفلسطينية إلى مدارس مقدسية، جاء بعد علمها عن مدى أهمية التعليم وما يُشكّله من وعي وتأثير على الطلبة الفلسطينيين.
وقال الهدمي لصحيفة "فلسطين": إنّ "التعليم في مدارس القدس العربية يؤدي دورًا في صقل شخصية الأبناء والحفاظ على الهوية الفلسطينية، وهو ما أدركه الاحتلال".
ويضيف: "الاحتلال رأى أنّ الجيل الحالي لم يصل إلى المرحلة التي يتأملها نحو الثقافة التي يريدها، لذلك يعمل على إبعاد الرواية والهوية الفلسطينية من أجل أن يضع مكانها الرواية الصهيونية ومكوناتها لحرف أبناء القدس وتشويه الهوية".
وأوضح أنّ سلطات الاحتلال بدأت تنفيذ قرارها بمرحلة أولى بمدرستين في القدس، كتجربة بهدف جسّ نبض الشارع ومعرفة مدى ردة فعل الشارع المقدسي، ثم استهداف جميع المدارس.
وبيّن الهدمي أنّ مواجهة قرار الاحتلال يحتاج إلى تحرك وطني شامل من قِبل جميع مكونات الشارع المقدسي لتشكيل ضغط على الاحتلال وإجباره على التراجع، ووضع خطة إستراتيجية لذلك.