تمتلك دولة العدو أكبر قوة عسكرية متطورة وحديثة في منطقة الشرق الأوسط. السلاح النووي هو أحد مظاهر القوة عند هذه الدولة. رغم كل هذا فإن قادة دولة العدو يشعرون بقلق وجودي على دوام دولتهم. باختصار نحن أمام دولة قوية عسكريا، ولكنها هشة ومفككة بنيويا.
دولة العدو تعتمد على تحالفها الوثيق مع الولايات المتحدة الأميركية، وأميركا لا تبخل في المساعدة وتوفير الأمن لدولة العدو، ومع ذلك يمكن القول : إنه لمن المحال بقاء الحال على ما هو عليه للأبد. الأمور تتحرك دائما نحو التغيير والتحديث، ومن أحدث ما يقلق دولة العدو أن استطلاعا عاما للرأي الأميركي أسفر عن أن نصف الأميركيين يوافقون على فرض عقوبات أميركية على دولة العدو بسبب الاستيطان.
تقول بعض الوكالات " إن استطلاعا جديا للرأي صدر يوم الجمعة 2 ديسمبر (كانون أول) 2016، عن مؤسسة بروكينغز ومقرها في واشنطن، أن ما يقرب من نصف الأميركيين يؤيدون فرض عقوبات على إسرائيل بسبب النشاط الاستيطاني الإسرائيلي. حيث يعيش أكثر من 600 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وجاء في الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "بروكينغز" أن 46% من الأميركيين يؤيدون إجراءات عقابية ضد إسرائيل ردا على سياساتها الاستيطانية في مناطق الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 9% خلال العام الماضي. وشمل الاستطلاع عينة من 2570، وجرى قبل وبعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في الفترة بين 05-14 تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر 18-23، 2016. وتراوح هامش الخطأ في الاستطلاع بين 2.5 حتى 3.04. "انتهى الاقتباس.
نتائج هذا الاستطلاع تعدّ في تل أبيب نتائج صادمة، وتدق جرس الخطر على مكانة دولة العدو في الولايات المتحدة، وهي مكانة تتراجع فيما يتعلق بقضية الاستيطان التي هي جوهر الدولة. نصف الأميركيين يؤيدون فرض عقوبات على دولة العدو . الاستطلاع لم يجر في دولة عربية، أو دولة أوروبية، لقد أجري في أميركا الدولة الحليف الرئيس لدولة العدو.
إن معركة الفلسطينيين ضد الاستيطان كسبت تأييدا إضافيا من ٩٪ من السكان في الاستطلاع، مما يعني أن أمام الفلسطينيين والعرب فرصا متاحة لتوسيع دائرة الأمريكيين الذين يرفضون الاستيطان، وهذا يعطي فرصة جيدة لكفاح مزدوج ضد الاستيطان: أحدهما كفاح سياسي داخل الولايات المتحدة الأميركية، والآخر مقاومة بكل الوسائل على أرض فلسطين للاشتباك الدائم مع المستوطنين والاستيطان، على نحو يجعل الاستيطان الخبر الأول في الشاشة في الولايات المتحدة الأميركية، لزيادة النسبة إلى ما فوق النسبة الحالية، وهو ما ينزع الشرعية عن دولة العدو في مجموعة من الخطوات التي تقوم بها على الأراضي الفلسطينية المحتلة من طرف واحد، فهل تولي السلطة أهمية لمثل هذه التغيرات المحدثة والأرقام أم ستبقى غارقة في الخلافات الداخلية، والمكائد الشخصية.