فلسطين أون لاين

ما الحل الذي يريده وزير الحرب الصهيوني؟

(إسرائيل) لن تكون دولة ثنائية القومية، هذا الحديث القاطع، والرافض لدولة ثنائية القومية، قاله وزير الحرب الصهيوني بني غانتس، وقد يكون هذا الرأي محط إجماع كل الصهاينة الغاصبين لأرض فلسطين، فهم يريدون دولة يهودية خالية من رائحة العرب، ولكن المفاجأة في حديث وزير الحرب الصهيوني، حين أضاف في تغريده عبر تويتر: لسنا مستعدين لرؤية دولة ثنائية القومية، وإن أولئك الذين يرون دولتين لشعبين كحل للصراع يعيشون في وهم.

فطالما كان حل الدولة الواحدة ثنائية القومية مرفوض من قبل وزير الحرب، بل ويؤكد على وجوب منع إقامة دولة ثنائية القومية بين النهر والبحر، وفي الوقت نفسه، فإن حل الدولتين لشعبين لا يرضى وزير الحرب، وبقية الصهاينة، فما الحل الذي يريده وزير الحرب؟ وما الحل الذي يرضى عنه الصهاينة للقضية الفلسطينية؟ 

في هذه الجهالة، يكشف وزير الحرب بني غانتس عن مكنون الفكر الصهيوني، وكيف يرى الحل للقضية الفلسطينية ولاسيما حين أضاف: علينا أن نعزز الحكمة لدى الفلسطينيين، لكي يستطيعوا تصريف شؤونهم، وأن نخلق واقعاً إيجابياً في الميدان، بمعنى آخر: فإن الحل الذي يراه غانتس يعتمد على الواقع الراهن، والذي يتمثل في وجود فلسطينيين يعيشون على أرض الضفة الغربية، دون أفق سياسي، فلسطينيون يمارسون حياتهم داخل المدن الفلسطينية، وهؤلاء يتنقلون فيما بينهم عبر الحواجز الإسرائيلية، وعليهم أن يكونوا تحت الضغط على مدار الساعة، من حق الجيش الإسرائيلي أن يقتحم مدنهم، وأن يمارس بحقهم كل أنواع العنف والقتل والتصفية، على أن يجري اعتقالهم بالمئات، ومن آثر منهم السلامة، عليه أن يجتاز الحواجز والمعابر للعمل داخل المصانع والمزارع الإسرائيلية، ولا شيء أكثر من هذا للفلسطينيين.

هذا الواقع البائس لمستقبل القضية الفلسطينية لا يمثل نهاية الرؤية الإسرائيلية لحل الصراع، فلدى الإسرائيليين مخططات أخرى في الأدراج، تنتظر الظرف المناسب لتطبيقها، وأهمها الأيديولوجيا التي يعبر عنها قادة الفكر الصهيوني، والتي تقوم على تفريغ الضفة الغربية من سكانها، وتشريدهم بشكل منهجي ومدروس، بعيداً عن الموطن الروحي لليهودية، بحيث تصير الضفة الغربية مكاناً لطرد السكان العرب، ونقطة استقطاب المستوطنين الصهاينة.

لقد تجاهل بني غانتس قطاع غزة وسكانه خلال حديثه عن حل القضية الفلسطينية، لقد اعتبر الضفة الغربية أرض الصراع، ومجال البحث عن تهدئة، وهذا تصريح لا يمثل وجهة نظر شخصية، بمقدار ما يعكس وجدان وسياسة ملايين اليهود على أرض فلسطين، الذين لا يوافقون على حل الدولتين لشعبين، ولا يوافقون على حل الدولة الواحدة ثنائية القومية.

رسالة غانتس هذه موجهة إلى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وموجهة إلى رئيس السلطة الفلسطينية، وإلى كل التنظيمات الفلسطينية، رسالة تقول: لقد أمست القضية الفلسطينية بلا أفق سياسي، وليس أمام الفلسطينيين إلا العيش تحت حماية الأمن الإسرائيلي، وعليهم أن يكون مؤدبين، وهم يسعون إلى تحسين أوضاعهم المعيشية. ولا شيء أكثر.

فهل وصلت  رسالة وزير الحرب؟