قال محللون سياسيون إن المبادرة السياسية التي قدمتها حركة "حماس" لإنهاء الانقسام، تعد خطوة إيجابية تعكس الروح الوطنية التي تتحلى بها الحركة، وتكشف عن المرونة السياسية التي تتمتع بها رغم تعنت سلطة رام الله ورئيسها محمود عباس الذي يتزعم حركة "فتح".
وقال المحللون: إن استعداد حماس لإنهاء عمل اللجنة الإدارية الحكومية يُمثل فرصة ذهبية على عباس التقاطها إذا ما كان جديًّا في سعيه لإتمام المصالحة الوطنية، مؤكدين أن مبادرة "حماس" سحبت الذرائع من عباس وفريقه للاستمرار في سياسته العقابية ضد القطاع.
خطوة إيجابية
المحلل السياسي إبراهيم المدهون رأى أن المبادرة تمثل خطوة إيجابية من حماس، تستجيب عبرها لنداءات القطاعات المختلفة بتقديم خطوة باتجاه إنهاء الانقسام السياسي وتحقيق الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أن "حماس" بمرونتها ألقت الكرة من جديد في ملعب حركة "فتح" ومحمود عباس.
وبيّن أن "حماس" أكدت بأن الإشكالية ليست في اللجنة الإدارية التي تدير القطاع، وأنها غير متمسكة بها، وأن الهدف الأول والأخير منها تسيير أمور القطاع والتخفيف من أزماته عوضًا عن ملء الفراغ التي تركته حكومة الحمد الله.
وأضاف المدهون: "المبادرة تهدف بوضوح للتجاوب لحل إشكالية الانقسام، وفتح صفحة جديدة، وهو ما يحتاج من سلطة رام الله التعامل بإيجابية مع عرض حماس السياسي، من خلال البدء الفوري بالتراجع عن الخطوات العقابية الخاصة بقطاع غزة واستلام حكومة الحمد الله لمسؤولياتها".
وتفرض السلطة على قطاع غزة سلسلة إجراءات عقابية، أهمها قطع رواتب الموظفين والأسرى المحررين، ومنع التحويلات الطبية وتوريد الأدوية وتقليص الكهرباء وتهديد عدد كبير من العاملين بالتقاعد المبكر الإجباري.
وعبر المحلل السياسي عن أمله في أن يتعامل عباس مع المبادرة بروح إيجابية، سيما وأن "حماس" استعدت لحل اللجنة الإدارية التي تدير القطاع، وهو المطلب الذي طالما طالب به وحكومته سابقًا.
مستنقع الجمود
من ناحيته، اعتبر المحلل السياسي فرحان علقم أن مبادرة حركة حماس تمثل فرصة ذهبية جديدة أمام تحقيق المصالحة والتقاطها من "مستنقع الجمود".
ورأى علقم أن الواجب الوطني يفرض على سلطة رام الله التقاط هذه الفرصة، والاعلان الفوري عن تحمل حكومة الحمد الله لمسؤوليتها في قطاع غزة، للتفرغ من بعد ذلك لما هو أكبر همًا وألمًا المتصلة بإجراءات الاحتلال وسياساته تجاه الأرض والمقدسات. وتوقع أن تُحدث الأحداث الأخيرة التي جرت في المسجد الأقصى من اعتداءات للاحتلال الإسرائيلي، تغييرًا في سياسات كافة القوى والأحزاب الفلسطينية، وبما يصل إلى تحقيق المصالحة بشكل عملي.
موقف وطني
فيما رأى المحلل السياسي والمختص في الشؤون الفلسطينية حمزة أبو شنب، أن قضية إنهاء الانقسام ترتبط بمجموعة من العوامل الأساسية وهي غير متوفرة حتى اللحظة، أهمها إرادة رئيس السلطة "عباس".
وأوضح أبو شنب في تصريحات إعلامية أن "عباس" لا يريد أن ينهي الانقسام بصورته الحقيقية بل العكس، مستدلًا بقيام الأخير بمزيد من الإجراءات العقابية تجاه قطاع غزة.
وقال: "لا أعتقد أننا أمام خطوات جدية وحقيقية للعمل على إنهاء الانقسام لأن الموضوع يرتبط بصورة كبيرة بعباس، والمشكلة ليس بحل اللجنة الادارية، التي هي شماعة للرئيس عباس يعلق عليها اجراءاته التي يقوم بها".
وأكد أن حماس طلبت من عباس وحكومة التوافق مرارًا وتكرارًا تقديم خطة كاملة متكاملة لاستلام قطاع غزة وبعدها يتم الحديث عن حل اللجنة الادارية، إلا انه لم يفعل، مشيرا إلى أن عباس لديه مشكلة في سلاح المقاومة في قطاع غزة ويسعى لإنهائه.

