فلسطين أون لاين

تقرير "الفلفل الأحمر".. رفيق السفرة الغزية ومكون أساسي لأطباقها

...
مزارع يقطف الفلفل من أرضه (تصوير: رمضان الأغا)
غزة/ مريم الشوبكي:

طبق الفلفل الأحمر الحار المطحون هو الرفيق الدائم للوجبات الثلاث في المائدة الغزية التي لا يغادرها على الإطلاق على مدار العام منفردًا، فهو مكون أساسي في العديد من الأطباق الغزية وأشهرها على الإطلاق السماقية، وفطائر السبانخ.

مع اقتراب نهاية يوليو/تموز من كل عام يبدأ الغزيون بالتجهيز لمونة الفلفل الأحمر المطحون على مدار عام، وبمجرد أن يقطف المزارعون قرون الفلفل الأحمر، تعمل ربات البيوت على طحنها، أو يذهب بها الفتية إلى المطاحن الخاصة في الأسواق الشعبية.

منتج تكميلي

ويستهلك الغزيون نحو 1680 طنًّا سنويًا من الفلفل الأحمر، من أصل 8400 طن من الفلفل الأخضر الذي ينتج من زراعة 2100 دونم، حسب إحصائيات وزارة الزراعة بغزة.

وبحسب المتحدث باسم وزارة الزراعة أدهم البسيوني فإن الفلفل الأحمر يأتي نتاج زراعة الفلفل الأخضر الحار، إذ يحصد المزارعون الكمية التي تغطي السوق المحلي، ويتركون بعض الثمار في الثلث الأخير من عمرها حتى يتغير لونها إلى الأحمر، ويبدؤون في قطافه في شهر يوليو. 

ويقول البسيوني لـ"فلسطين": "الفلفل الأحمر الحار هو منتج تكميلي على الرغم من الإقبال الكبير عليه من قبل المواطنين في قطاع غزة، ويجاري الذوق العام لهم".

ويشير إلى أن المرحلة الحالية هي أفضل المراحل التي يتم فيها حصاد الفلفل الأحمر الحار، والتي تتزامن مع نهاية العروة الربيعية التي تبدأ من مارس/ آذار وتنتهي في سبتمبر/ أيلول، كما تنتج كميات قليلة في نهاية العروة الخريفية، وذلك بهدف الاستفادة من محصول الفلفل الحار لأطول مدة ممكنة.

وللفلفل الحارّ فوائد صحّيّة، فهو يحتوي على كمّيّات عالية من فيتامين (C)، ومركّب "بيتا كاروتين" الذي يتحوّل في الجسم إلى فيتامين (A) حسب الحاجة، ويوفّر الفلفل الحارّ فيتامينات (B)، الحديد، المغنيسيوم، والبوتاسيوم، ومفيد لاضطرابات الجهاز الهضميّ، ويخفّف أعراض الصداع النصفيّ، ومهمّ للأوعية والشرايين الدمويّة.

رفيق الأكلات

وفي المتوسط يقدر استهلاك العائلة الغزية من الفلفل الأحمر المطحون بنحو 10 كيلوجرامات سنويًا، ويصل عند بعض العائلات إلى 60 كيلوجرامًا سنويًا، وهو "معدل طبيعي جدًّا"، بحسب أم سعيد المصري.

وتقول المصري لـ"فلسطين": "الفلفل الأحمر الحار لا تكاد تخلو منه أي مائدة من الموائد اليومية الثلاث، فتجد الصحن لصيق وجبات الإفطار، والغداء، والعشاء أيضًا وهو أساسي فيها".

وتتابع: "لا يقتصر استخدام الفلفل الأحمر على كونه نوعًا من المقبلات وفاتحًا للشهية، بل يدخل في الكثير من الأكلات التي يشتهر بها أهالي غزة كالسماقية، والسبانخ سواء كطبيخ أو أقراص، وفي طبيخ القرنبيط أيضًا، ويُتناول بجانب الملوخية، والبامية، وخير مرافق للشوربة وفتة العدس".

وغالبية ربات البيوت تعتمد الطريقة التقليدية في تخزين الفلفل الأحمر الحار واللاتي ورثنها عن الجدات، بإضافة الملح فقط له، وتعبئته في زجاجات بلاستيكية، أو برطمانات من الزجاج.

ولضمان عدم تلف الفلفل الأحمر وضمان أن تمتد صلاحيته لعامين، تبين المصري أن كل كيلوغرام من الفلفل الأحمر المطحون يحتاج إلى 100 غرام من الملح، ويتم تعبئته في أوعية زجاجية، أو بلاستيكية سميكة نوعًا ما بعد تعقيمها بالماء والخل ومن ثم تجفيفها في الشمس، والأهم حفظه في مكان جاف، مظلم، وبارد.

بعض السيدات والمحلات التجارية تضيف الخل إليه كمادة حافظة، لكن نسبة كبيرة من السيدات لا يفضلن ذلك حيث يغير الخل من طعم وخواص الفلفل الأحمر الحار، ويساعده على الفوران بدرجة أكبر.

البلدي الحريف

وتحرص محلات بيع المواد الغذائية، والمختصة بتصنيع المخللات على إعداد الفلفل الأحمر المطحون لما عليه من إقبال كبير من قبل المواطنين.

يقول أبو هيثم بلبل صاحب أحد محلات العطارة والمواد الغذائية: "الفلفل الأحمر المطحون هو منتج أساسي في كل بيت بغزة مثل الملح، والسكر، فهو مطلوب بكميات هائلة من التجار".

ويضيف بلبل لـ"فلسطين": "هناك أنواع من الفلفل الأحمر منها الحار والحريف جدًا، ومنها الأقل حرافة، ولكن الإقبال الأشد على النوع البلدي الحريف الذي يتميز بلون أحمر فاتح".

ويبين أن مصانع المخللات تبدأ بطحن الفلفل الأحمر من شهر يوليو حتى شهر سبتمبر، إذ يصل إنتاج بعضها لـ50 طنًّا في تلك المدة.

وعن طريقة تصنيعه في تلك المصانع، يشير إلى أنهم يكتفون بإضافة الملح بعد طحنه، وبعضهم يضيف مادة حافظة لحفظه لسنوات طويلة، ولكنهم لا يضيفون الخل لأنه يغير من مذاقه.