تُشكل الحفريات التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي والجمعيات الاستيطانية بوتيرة غير مسبوقة أسفل المسجد الأقصى المبارك ومحيطه خطورة كبيرة على أساسياته، وتهدد بانهياره، ولا سيما مع منع أعمال الصيانة والترميم وإدخال المعدات اللازمة.
وتكررت مؤخرًا حوادث سقوط الحجارة والأتربة من السور الجنوبي للمسجد الأقصى داخل مصلى الأقصى القديم، في ظل منع سلطات الاحتلال دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس من ترميم أسوار المسجد منذ سنوات.
وأكد مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحموري، أن سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية، تعملان منذ فترة طويلة على الحفر أسفل المسجد الأقصى بشكل مستمر ودون توقف.
وقال الحموري لصحيفة "فلسطين": "من يقوم بالحفريات هم طواقم من الخبراء والمهندسين وعلماء الآثار، حيث تتم عمليات الحفر بشكل منظم وليس عشوائيا، وتنفذ تلك الحفريات بأماكن مخصصة مسبقًا".
وأضاف: "بالتزامن مع الحفريات تمنع سلطات الاحتلال دائرة الأوقاف من القيام بأي أعمال ترميم أو صيانة، أو إدخال أي معدات تسهم في تخفيف وإصلاح آثار تلك الحفريات التي بدأت تظهر على الجدران وساحات الأقصى".
وأوضح أن ساحات الأقصى شهدت الفترة الماضية سقوط بعض الأشجار، وتشقق جدران، بسبب الحفريات المستمرة أسفله، وهو ما يهدد استمرار بقائه، وإمكانية هدمه كما يخطط الاحتلال.
وبين الحموري أن الاحتلال يزيد من الحفريات أسفل الأقصى بهدف التحضير لما هو قادم تجاه المسجد، المتعلق بهدمه وفقًا للمخططات الإسرائيلية.
وأشار إلى أن الهدف الآخر لاستمرار الحفريات الإسرائيلية أسفل الأقصى، هو محاولة الوصول إلى أي دليل يثبت يهودية مدينة القدس المحتلة، وهو الذي لم تثبته الوقائع أو التاريخ.
من جانبه، أكد الباحث المقدسي، إيهاب الجلاد، أن الحفريات أسفل المسجد الأقصى بدأت منذ السبعينيات، بهدف إيجاد واقع تاريخي أثري لليهود، أو أي شيء تحت الأرض للحديث عنه يمكن أن يربطهم بالأقصى.
وقال الجلاد لصحيفة "فلسطين": إن "الحفريات الإسرائيلية لم تتوقف ولو ثانية واحدة، وتتم إعادة الحفر بنفس الأماكن التي تم الحفر بها سابقًا، حيث تتركز هذه الأيام أسفل المصلى المرواني".
وأشار إلى أن الحفريات تتم في الجهة الجنوبية والغربية من المسجد الأقصى، في حين لا يستطيعون الحفر في المنطقة الشرقية لوجود مقابر فيها تابعة لسلطة الأوقاف الإسلامية.
وكان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس، قد قال في بيان سابق أصدره في 23 يونيو/حزيران الماضي، إن ما تسمى "سلطة الآثار" الإسرائيلية وجمعية "إلعاد" الاستيطانية تجريان منذ فترة "حفريات مريبة وغامضة" في محيط المسجد الأقصى، خاصة من الجهتين الجنوبية والغربية الملاصقتين للأساس الخارجي للمسجد، في منطقتي حائط البراق والقصور الأموية.