وحدة الساحات ضرورة مُلحة لصد ولجم عدوان جيش الاحتلال على شعبنا الفلسطيني المرابط على أرضه رغم الحصار والاستيطان والاحتلال، وواجب أخلاقي على كل فلسطيني ينتمي إلى هذه الأرض أن يكون صوته عالياً لغزة ثباتاً وعوناً وقوةً لها وتحييد أي نقد هنا أو هناك، وتجسيد حالة الدفاع عن القضية المركزية والثوابت الوطنية وإنكار العدوان الصهيوني المتواصل على شعبنا في غزة والضفة والداخل المحتل بكل أشكاله، لذا يجب استدراك أن أي معركة بين الفلسطيني والاحتلال هي صراع قائم لا محالة ما دام هناك احتلال، وصراعنا مع العدو حتى تحقيق وعد الله لنا ووعد الله حق.
ومما لا شك فيه أن غزة واجهت جبروت الاحتلال وعدوانه الغاشم نيابة عن الأمة أمام مرأى ومسمع العالم دون تحريك ساكن، باستثناء الإدانة الإعلامية والاستنكار والشجب البعيد عن الإنسانية، حيث باغت جيش الاحتلال أهل غزة عصر الجمعة الماضية باغتيال القيادي تيسير الجعبري قائد المنطقة الشمالية لسرايا القدس بقطاع غزة في ارتكاب مجزرة شنيعة كالمعتاد في ضربة استباقية بعد تهديد السرايا في حال عدم الإفراج عن القيادي البارز بحركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي من جنين، أعقبتها بيوم واحد مجزرة أخرى برفح راح ضحيتها 7 شهداء وعشرات الجرحى خلال عملية اغتيال القيادي الأبرز خالد منصور قائد المنطقة الجنوبية لسرايا القدس والمطلوب الثاني حسب رواية جيش الاحتلال منذ 20 عاما، وأعلن جيش الاحتلال عن عملية عسكرية ضد سرايا القدس لمدة 3 أيام متواصلة سقط فيها 44 شهيداً وقرابة 400 جريح.
الاحتلال لم يكن راضياً أبداً عن نتائج معركة سيف القدس بعد فرضها معادلة توحيد الساحات (القدس_غزة الضفة_الداخل) ويحاول رد الاعتبار عبر عدوانه الجديد على شعبنا بغزة وهدفه تحسين الصورة الانتخابية على حساب دماء أطفال غزة وأشلاء الدم الفلسطيني، فحكومة الاحتلال تحاول رسم إنجازات وهمية بعد موافقتها على مسيرة الأعلام الصهيونية واقتحام المستوطنين للأقصى واستفزاز المقاومة بهدف جرها وإيقاعها في حرب ضروس معدٍ لها مسبقاً من خلال مناورات عربات النار ومظلة التطبيع العربي في دول الخليج وغيرها.
المقاومة الفلسطينية تعمل تحت غطاء الغرفة المشتركة وفق إستراتيجية الركن الشديد التي شاركت فيها كل الفصائل العسكرية، ولم يخض أي فصيل سياسي أو ذراع عسكري جولة قتالية وحده؛ لأن الساحة الميدانية ليست حكرا لأحد، بل يعيش بغزة ما يزيد على مليوني نسمة، وهنا أستطيع الحديث أن الشعب مع المقاومة في السلم والحرب كي تحقق أهدافًا وطنية يستفيد منها كل مكونات الفلسطينيين بقطاع غزة، في حين يسعى العدو الصهيوني من خلال حديثه أن المعركة ضد جهة مقاومة دون الأخرى في محاولة لبث الفرقة بين فصائل المقاومة، لكن خاب ظنه وخابت محاولاته، فالمقاومة الفلسطينية بجميع أطيافها تقف صفاً واحداً في مواجهة العدوان الصهيوني، فاليوم المقاومة تعمل تحت لواء الغرفة المشتركة، فالمعركة ليست هينة ليخوضها فصيل ما أو تنظيم بعينه، وأثرها ليس محصوراً على فئة مجتمعية أو منطقة جغرافية بل الشعب الفلسطيني بأسره يتألم ويخوض المعركة فشعبنا كالجسد الواحد تجد في كل بيت شهيداً وأسيراً وجريحاً ومطارداً، وهذا دليل على وجوب وضرورة توحيد الساحات خلال المعركة أو العملية العسكرية.