فلسطين أون لاين

اطمأن المجتمع الإسرائيلي فازداد تطرفاً

لا يكفي الاستدلال بكلام وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغف على التطرف الإسرائيلي، فمن المنطق أن يزعم كل يهودي أن أرض فلسطين هي أرض الميعاد، وأنه ينتظر إلى ذلك اليوم الذي يبني فيه اليهود هيكلهم المزعوم بشوق وحنين، وهذا ما كتبته الوزيرة على صفحتها.


ولا تعد طمأنة الحاخام بن دهان لليهود بقرب بناء الهيكل على أنقاض الأقصى دليلاً على التطرف، فهذا هو ديدن العقيدة التي جلبت ملايين اليهود إلى قدس الأقداس كما يزعمون.


لقد تجلى التطرف الإسرائيلي في القرارات التي اتخذتها الحكومة في الفترة الأخيرة، والتي تتعلق بتوسيع الاستيطان، ومحاولة فرض السيادة الصهيونية على المقدسات الإسلامية، واقتطاع أجزاء من القدس العربية ومحاولة إلحاقها بالسلطة الفلسطينية بهدف التخلص من كثافتها السكانية، وتصويت الكنيست على قانون القدس، والذي لا يجيز لأي حكومة التنازل عن القدس الشرقية دون الحصول على موافقة 80 عضو كنيست.


قرارات الحكومة الإسرائيلية لا تأتي بمعزل عن مزاج الشارع الإسرائيلي الذي عبر عنه استطلاع الرأي الذي أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية في الجانب الإسرائيلي، والمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية في الجانب الفلسطيني، والذي جاء بنتائج تؤكد انحراف المجتمع الإسرائيلي برمته باتجاه التطرف واليمين.


وسأكتفي هنا بالإشارة إلى مزاج المجتمع الإسرائيلي من خلال استطلاع الرأي الأخير.


يعتقد 6% فقط من الإسرائيليين بإمكانية عودة الطرف الفلسطيني والإسرائيلي إلى المفاوضات.


يعبر 56% من الإسرائيليين عن قلقهم من المستقبل، وهذا مؤشر على عدم الثقة بالآخر، وعدم الرغبة في إيجاد أي حل بعيد عن السيطرة الأمنية الإسرائيلية.


21% فقط من الإسرائيليين يؤيدون مبادرة السلام العربية، وهذه رسالة مجتمع إلى القيادة الإسرائيلية، التي لا تجرؤ على اتخاذ أي خطوة تخالف رأي الشارع.


54% من الإسرائيليين يعارضون تفكيك معظم المستوطنات في الضفة الغربية كجزء من اتفاق سلام مع الفلسطينيين، وهذه النسبة حسمت مستقبل المفاوضات مع الفلسطينيين.


47% من الإسرائيليين يؤيدون حل الدولتين، ولكن نسبة اليهود في هذا الاستطلاع هي 43%.


79% من الإسرائيليين لا يتوقعون قيام دولة فلسطينية خلال السنوات الخمس القادمة.


32% من الإسرائيليين فقط يؤيدون حل الرزمة شاملة، والتي تتضمن قيام دولة فلسطينية غير مسلحة، وانسحابا إسرائيليا لحدود 67 مع تبادل أراض بالتساوي، وجمع شمل لمائة ألف لاجئ فلسطيني يعودون لإسرائيل، والقدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، والحي اليهودي وحائط البراق (المبكى) في البلدة القديمة تحت السيادة الإسرائيلية والأحياء المسيحية والإسلامية والحرم الشريف تحت السيادة الفلسطينية، ونهاية للصراع والمطالب


ملاحظة: قبل ستة أشهر، بلغت نسبة التأييد لحل الرزمة 41%، وهذا التراجع يعكس مزاج المجتمع الإسرائيلي الذي يتطرف بمقدار تفريط الآخرين.