في العقيدة الإرهابية الإسرائيلية لا يمكن أن تمر مدة طويلة من الهدوء دون ترويع وقتل وتدمير واعتداءات واستيطان وافتعال أزمات، فهو برنامج متكامل، تقوم به العصابة الإسرائيلية وتعده سياستها الثابتة في التعامل مع الشعب الفلسطيني، والجوار العربي.
في مناسبات بعينها، أو من دون مناسبة لا بد أن يقوم الإرهاب الإسرائيلي بجريمة ما، لا يراعي فيها حقوقًا قانونية ولا إنسانية ولا سياسية، ويحرص على إيجاد مقدار من الإرهاب والترويع لكل من يسمع عن جريمته الجديدة، وهذا ما نفهمه عن سبب عدوانه الذي شنه أمس الأول على غزة، بعد أن طالب بوقف معركة «سيف القدس» قبل نحو عام ونصف، فبعد أن وقف إرهابه عاجزًا، وانهزم في تلك المعركة وسّط دولًا عربية، لوقف تلك المعركة، وتعهد آنذاك بتعهدات، منها عدم الإقدام على اغتيال قيادات المقاومة الفلسطينية، لكن يبدو أنه لا يمكنه «التراخي» عن القيام بإرهابه المعروف، فاغتال أحد قيادات فصيل المقاومة الفلسطينية «الجهاد الإسلامي»، ووجه ضربات «جبانة» لمناطق في غزة، أدت إلى سقوط بل صعود عشرات من الشهداء والمصابين؛ فهذه الحاجة لسفك الدم والتدمير هدف إستراتيجي إرهابي لا ينتهي عند دولة الفصل العنصري، ما دام هناك عربي واحد على قيد الحياة، فهي لا تحتاج لأسباب للقتل، بل لا بد أن تمارس التعذيب والإرهاب وتحدث صدمة وإرهابًا في كل وقت.
الفلسطينيون وكل العرب أصحاب حق، وهذه حقيقة يعرفها الإرهابيون الذين يحتلون فلسطين، وهي لن تتغير مهما تقادم الزمان، ولن يقر للمحتل قرار حتى لو اختفى كل العرب من الدنيا، فالمجرم يعلم دومًا أن ما بحوزته ليس ملكًا له، وهو سارق وغارق بالجريمة وملطخ بالدم الطاهر البريء، ومع هذا الدولة الإرهابية ملتزمة بمسلسل الترويع والإرهاب والقتل، الذي تعد توقف حلقاته نهاية لهذه الدولة المارقة، وعليها وخز الجثة العربية الهامدة في كل وقت، للتحقق من عدم وجود حياة أو مشاعر من أي نوع تسري فيها، وكالعادة يثبت الفلسطينيون وأهل غزة الأبطال، المقاتلون «المجاهدون» المدافعون عن حقوق شعبهم الفلسطيني، يثبتون بما لا يدع مجالًا للشك بأن حق الشعب الفلسطيني وحق الأمة العربية الإسلامية والمسيحية لن يضيع، ما دام هناك فلسطينيون، وأن استقرار الدولة الإرهابية حلم لن يتحقق ما دام هناك «مجاهد» مقاوم واحد في فلسطين أو خارجها.
عن عمد لم أتطرق إلى السياسة ولا أهلها، ففيها ضياع وموت هذه الأمة، لأن المقاومة أكثر إقناعًا وفصاحة ومنطقًا، ومن حق الشعب الفلسطيني المقاومة والموت بشرف، وهو الشرف «الهدف» الذي ليس من السهولة أن يحوزه أي شخص يموت، سوى صاحب الحق الشجاع الذي لم ينسَ حقه، وقاوم وجاهد ليستعيده أو يموت دونه.
لا سياسة ولا إعلام يمكنهما إنصاف الفلسطينيين، بل إنصافهم باستمرار دعم مقاومتهم، ليتمكنوا من الثأر لمن يستشهدون من الفلسطينيين الأبرياء والمقاتلين.
في هذه الحالة السيئة التي تعيشها الأمة وكل العالم مجرد بقاء الشعب الفلسطيني قيد الحياة، والهوية والقضية هو بطولة، وإنجاز سياسي، فكيف حجم البطولة والشجاعة والإنجاز و«الشرف» حين يقاوم هذا الشعب، ويقاتل «يجاهد»، ويجيب عن أسئلة الإرهاب الصهيوني اليهودي كما يجب؟!
نصر الله غزة وفلسطين وهذا الشعب وكل شرفاء العرب، إنهم منتصرون وفائزون بالخلود، وإن ماتوا في المعارك، أو ثابتين على المقاومة لنيل حقوقهم.
رحم الله الشهداء المقاتلين والأبرياء من الفلسطينيين.