فلسطين أون لاين

تقرير "تل مناشيه".. سرطان استيطاني يأكل جسد "يعبد" و"عانين"

...
تل استيطاني - أرشيف
جنين-غزة/ جمال غيث:

تسلب سلطات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الدونمات من أراضي بلدتي يعبد وعانين قرب جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، لمصلحة توسيع مستوطنة "تل مناشيه" المقامة على أراضي البلدتين، الأمر الذي يعزل سكانهما عن القرى المجاورة لهما في الناحية الشرقية للجدار.

وصدَّقت سلطات الاحتلال أخيرًا على مخطط استيطاني جديد لإقامة حي استيطاني جديد يتبع لمستوطنة "تل مناشيه" على الأراضي الفلسطينية التي تتبع بلدتي يعبد وعانين، وفق معهد الأبحاث التطبيقية "أريج".

ويقضي المخطط الاستيطاني بالاستيلاء على 87 دونمًا لبناء 107 وحدات استيطانية جديدة في الحي الجديد في الحوض رقم 2 من أراضي يعبد، والحوض رقم 6 من أراضي قرية عانين في المنطقة المعروفة بخلة صلاح.

وينص المخطط على تغيير تصنيف الأراضي الفلسطينية المستهدفة من مساحة عامة مفتوحة وأراضٍ زراعية إلى منطقة سكنية من الدرجة الأولي والثانية، بحسب التصنيف الإسرائيلي، إضافة إلى مناطق مفتوحة وطرق داخلية تشبكها مع ما يحيطها من مستوطنات في المنطقة.

مخطط سابق

وأكد مسؤول ملف الشمال بالضفة الغربية غسان دغلس، أنّ المخطط الاستيطاني يهدف إلى ابتلاع الأراضي القريبة من مستوطنة "تل مناشية" بأوامر عسكرية وحجج أمنية مختلفة.

وأوضح دغلس لصحيفة "فلسطين"، أنّ المخطط الاستيطاني سيبتلع نحو 90 دونمًا زراعية لإقامة 107 وحدات استيطانية.

وذكر أنّ الاحتلال سيحرم عشرات المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وزراعتها أو جني أشجار الزيتون، إلى جانب إعاقة وصولهم إلى أرضهم منذ أعوام.

وأشار إلى أنّ المخطط الاستيطاني الجديد يرتبط جغرافيًّا بمخطط سابق صادق عليه الاحتلال عام 2019م، لبناء وحدات استيطانية في المستوطنة.

ولفت إلى أنّ أهالي بلدتي يعبد وعانين يعانون منذ أعوام تغول الاحتلال ومستوطنيه، إلى جانب سلب أراضٍ تبلغ مساحتها عشرات الدونمات غربي البلدة، بهدف توسيع المستوطنة وشقّ طريق استيطاني على حساب أراضي بلدة يعبد.

وأكد دغلس أنّ قوات الاحتلال توفر الحماية للمستوطنين وتطلق لهم العنان لسلب الأراضي الفلسطينية، أو لاقتلاع الأشجار وخاصة قبل أيام من عمليات الحصاد.

وأشار إلى أنّ هجمات المستوطنين وسلب أراضي المزارعين باتا كابوسًا يهدد حياة الأهالي الذين يدافعون عن أرضهم بأبسط الإمكانات، مؤكدًا أنّ الأهالي القريبين من المستوطنات يعيشون ظروفًا معيشية صعبة، ويقيمون بمعزل عن القرى المجاورة لهم في الناحية الشرقية للجدار ومراكز الحياة فيها.

وبيّن دغلس أنّ الاحتلال يتحكم بأوقات دخول الأهالي إلى قراهم وخروجهم منها، وتحديد المواد التي يمكنهم تمريرها عبر الحواجز العسكرية، كما يَمنع المواطنين من الوصول إلى بعض القرى بزعم أنهم ليسوا من سكانها.

ضوء أخضر

من جانبه أكد المختص بشؤون الاستيطان خالد منصور، أنّ تصعيد المقاومة في جميع مدن الضفة الغربية والداخل المحتل سيوقف غول الاستيطان الذي يبتلع الأراضي الفلسطينية يومًا بعد الآخر.

وقال منصور لصحيفة "فلسطين": إنّ الاحتلال يعمل بشكل مستمر لسلب ما تبقّى من الأراضي الفلسطينية بذرائع واهية.

وأوضح أنّ الهدف الذي يسعى له الاحتلال من عملياته الاستيطانية هو السيطرة على جميع الأراضي الفلسطينية وتهجير سكانها والقضاء على فكرة عودة اللاجئين إلى ديارهم.

وذكر أنّ المخطط الاستيطاني الذي يتبع لمستوطنة "تل مناشيه" يهدف للقضاء على ما يُعرف بـ"الخط الأخضر" وهو الخط الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 والأراضي المحتلة عام 1967، وقطع التواصل بين القرى والبلدات العربية.

وبيّن أنّ الاحتلال يحاول جلب المزيد من المستوطنين إلى المنطقة ومنع الأهالي من التنقل ودفعهم باتجاه مغادرتهم أرضهم في مقدمة لضمها.

وتوقّع منصور أن تزداد وتيرة الاستيطان في الأيام القادمة في مناطق الأغوار ومنطقة جنوب شرق نابلس، وسلفيت وبعض القرى والبلدات الفلسطينية.

وعدَّ أنّ الاستيطان الإسرائيلي ضوء أخضر من حكومة الاحتلال العنصرية، للسيطرة على ما تبقى من الأراضي الفلسطينية لتصبح مثل جزر في بحر يهودي.

وحثّ منصور السلطة في رام الله على ضرورة وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال والضغط على المؤسسات الدولية لتمارس دورها في الضغط على الاحتلال من أجل وقف الاستيطان.