قال الناشط السياسي من بلدة بيتا موسى حمايل: إن قوات الاحتلال والمستوطنين يحاولون إفشال مخطط إنشاء الحديقة الوطنية الأثرية التي تعمل على إنشائها وزارة السياحة والآثار فوق جبل العرمة في بيتا جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
وكانت وزارة السياحة والآثار، أطلقت العام الماضي، مشروع تأهيل الحديقة الأثرية فوق جبل العرمة الذي يحاول المستوطنون الاستيلاء عليه، حيث لا يزال العمل مستمرًا بها حتى الآن، تأكيدًا على حق الفلسطينيين في الجبل.
وأوضح حمايل في تصريح خاص لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن المستوطنين كانوا يطمعون في إنشاء بؤرة استيطانية فوق الجبل، لكن أهالي بيتا تصدوا لهم بصدورهم وكل ما أوتوا من قوّة، مشيرًا إلى أنهم يسوقون لحكومتهم أن مشروع الحديقة يضر بمصالحهم.
وشدد على أن "ممارسات المستوطنين تنذر باندلاع مواجهات جديدة بين قوات الاحتلال وأهالي بيتا خلال الأيام القادمة"، مستدركًا "لكن الأهالي يتواجدون في منطقة الجبل باستمرار من أجل التصدي لأي إجراءات من المستوطنين".
وبيّن أن خطوة إقامة الحديقة "تستفز المستوطنين" كونها منطقة سياحية أثرية إستراتيجية، ويسعون لسرقتها منذ سنوات.
وأكد أن المواجهات بين قوات الاحتلال وأهالي بيتا لم تتوقف في منطقة جبل صبيح منذ أكثر من عام، "لذلك إذا حاول المستوطنون الوصول إلى جبل العرمة فلن يقفوا مكتوفي الأيدي".
واكتسب الجبل أهمية تاريخية تعود للعصر البرونزي المتوسط (الكنعاني) قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، ويرتفع الجبل نحو 843 مترًا عن سطح البحر، وتقدر مساحة المنطقة الأثرية بستين دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع).
وتعتلي قمة الجبل خربة سكنت قديمًا جعلت منه قلعة تعاقب عليها الأمويون والعثمانيون والرومان (حقبة الملك هيردوس) وتحوي سبعة "حبوس"، وهي غرف صغيرة استخدمت خزانات لمياه الأمطار ونقلها عبر قنوات خاصة، ويتسع الواحد منها لـ1500 متر مكعب، في حين استخدم جزء من القلعة الأثرية مقابر قديمة وسجونًا، فضلا عن تحويل جزء منه لمقابر وسجون أيضا.
وجبل العرمة واحد من الجبال الأكثر ارتفاعًا بمحافظة نابلس، وشكَّل حصنا منيعا لصد الغزاة، وبرجا لمراقبة الطريق، وهو جزء أصيل من أراضي بلدة بيتا.
يذكر أن أهالي بيتا أفشلوا مشروعا استيطانيًّا إبان انتفاضة الحجارة عام 1988، فوق قمة جبل العرمة، ثم أفشلوا المشروع مجددًا العام الماضي، بعد محاولة المستوطنين الاستيلاء على الجبل الذي يضم موقعًا أثريًّا وهو مسكون من العصر البرونزي المتقدم، أي قبل قرابة 3200 سنة، حسب التنقيب الأثري الذي جرى في الموقع في ستينيات القرن الماضي.