تُقام مواجهة مانشستر سيتي وليفربول اليوم في مباراة درع المجتمع التي تجمع سنويًّا بين بطلَي الدوري الممتاز ومسابقة الكأس، على وقع الصراع المبكر بين الوافدَين الجديدين مهاجمَي "سيتيزنس" النرويجي إيرلينغ هالاند و"ريدز" الأوروغوياني داروين نونيز.
ستكون الأنظار شاخصة على ملعب "كينغ باور ستايدوم" قبل أسبوع على انطلاق الموسم الجديد من الدوري، والضغوطات كبيرة على هالاند ونونيز اللّذَين يسعيان في الأشهر المقبلة لإثبات أحقّية التعاقد معهما مقابل مبالغ طائلة.
وضع سيتي وليفربول على طاولة المفاوضات خلال سوق الانتقالات الصيفية أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني (121 مليون دولار) لاستقطاب مهاجمين من بين الأفضل في القارة الأوروبية مع احتدام المنافسة بينهما في الأعوام الأخيرة على زعامة الكرة الإنجليزية.
غير أنّ العديد من الأمور تغيّرت في الناديين، وتحديدًا منذ أن تُوّج فريق المدرب الإسباني بيب غوارديولا في الموسم الماضي بلقب الدوري على حساب الريدز بفارق نقطة يتيمة بعدما قلب تخلُّفه أمام أستون فيلا في المرحلة الأخيرة إلى فوز تاريخي.
عكس اللقب الرابع لسيتي للدوري في المواسم الخمسة الأخيرة صورة مستقرة مذهلة لـ "سيتيزنس"، غير أنّ شخصية غوارديولا المثالية وفلسفته الكروية لا تسمحان له بالاكتفاء بما حقّقه من أمجاد.
شرّع مدرب برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني السابق باب المغادرة أمام العديد من كوادره، فرحل المهاجم البرازيلي غابريال جيزوس والمدافع الأوكراني أولكسندر زينتشينكو إلى أرسنال، في حين انضم رحيم سترلينغ إلى تشيلسي وعاد البرازيلي فرناندينيو إلى أتلتيكو باراناينسي.
وإدراكًا منه أنّ نجاح السيتي في الموسم الماضي قد تحقّق على الرغم من افتقاره لمهاجم صريح، أقدم غوارديولا على خطوة استقطاب أحد ألمع النجوم الشباب في القارة القديمة وهو رأس الحربة النرويجي هالاند (22 عامًا) من بوروسيا دورتموند الألماني مقابل 51 مليون جنيه إسترليني.
وبعدما فشل في انتزاع المهاجم الدولي هاري كين من براثن توتنهام قبل 12 شهرًا، يأمل غوارديولا في أن يتمكن هالاند من محاكاة مستواه التهديفي الغزير في دورتموند، في الدوري الإنكليزي الممتاز الأكثر تطلبًا.
كما أنّ قدرة اللاعب العملاق الشاب (1.94 سم و88 كلغ) على الاندماج مع مجموعة المواهب الإبداعية في سيتي ستكون العنصر الأساس التي ستحدد وجهة السباق على الألقاب المحلية والقارية.
ويأمل السيتي في أن يُحرز الدرع للمرة السابعة في تاريخه، وللمرة الثالثة في الأعوام الخمسة الأخيرة، بعد فوزه أعوام 1937 و1968 و1972 و2012 و2018 و2019.
"نونيز بحاجة إلى مزيد من الدعم"
وفي حين يستهل السيتي الموسم الجديد كأبرز المرشحين للاحتفاظ بلقبه للموسم الثالث تواليًا، ومهما كانت النتيجة على ملعب "كينغ باور"، لا يزال تهديد ليفربول لتفوقه واضحًا وحاضرًا.
كاد فريق المدرب الألماني يورغن كلوب يلامس المجد الكروي بعدما قضى النصف الثاني من الموسم الماضي في مطاردة مثيرة لحلم تحقيق رباعية تاريخية غير مسبوقة، إلا أنه فشل في الدوري والمسابقة القارية الأم بعدما جمع لقبي الكأس وكأس الرابطة.
في الدوري، سقط ليفربول أمام سيتي، في حين تغلب عليه ريال مدريد الإسباني 1-صفر في نهائي دوري أبطال أوروبا. واعتبر الفوز بالكأس وكأس الرابطة أمام المنافس نفسه تشيلسي وبالأسلوب ذاته بسيناريو ركلات الترجيح، عزاءً ضئيلًا لمدرب بشراهة كلوب.
وعاش ليفربول أيضًا فصلًا مثيرًا من الشائعات والتكهُّنات حول رحيل أبرز نجومه، وفي مقدمتهم المهاجم المصري محمد صلاح لينهي النادي أخيرًا التكهنات حول مستقبل أفضل لاعب في الدوري العام الماضي بربطه بعقد جديد.
ومقابل الاحتفاظ بنجمه المصري، فشل ليفربول في القيام بالمثل مع السنغالي ساديو ماني الذي قرّر الرحيل إلى بايرن ميونيخ، ليتلقّى النادي صفعة قوية، إلاّ أنّ كلوب ملأ الفراغ الذي تركه المهاجم الدولي عندما دفع 64 مليون جنيه إسترليني مبدئيًّا، حيث من الممكن أن ترتفع قيمة الصفقة إلى رقم قياسي للنادي يبلغ 85 مليون جنيه إسترليني، للتعاقد مع نونيز من بنفيكا.