من جديد وككل نهاية عام دراسي يطل علينا تخرج فوج التوجيهي، ليرسم شعبنا الفلسطيني الصابر في محافظات الوطــــــــن (الضفة الغربية وقطاع غزة) فرحة مجتمعية عارمة، تحلو ما بين دمعة تعب وجهد وابتسامة أمل تطير وتكبر بتفوق الطلبة، ذلك الحدث الوطني الكبير استطاع توحيد الفرح وإدخال السرور ومشاركة الناس في البيوت والعوائل والشوارع والمحافظات بنتائج طلبتنا المتفوقين الناجحين.
ولا شك أن الفرحة العارمة لا تكتمل إلا بتحصيل الدرجات العالية لرسم مستقبل باهر والانتقال التعليمي من مرحلة الدراسة المنهجية إلى مرحلة الدراسة الأكاديمية أو التطبيقية، واليوم الكل الفلسطيني يُجمع على رفض قتل الفرحة بإطلاق النار في المناسبات، تلك الفرحة المنتظرة كل عام دراسي كالعيد حيث يتشارك فيه الأهالي والأقارب والجيران الزيارات والتهاني والحلوى، وهذا الواجب القيمي لعدم إفساد الفرحة الكبيرة بنجاح طلبتنا والحفاظ على مجتمع آمن خالٍ من الأحداث الشاذة الناتجة عن حالات التهور الفردي والانفصام الاجتماعي، وهكذا يسود الأمان وتسمو الأحلام الناقصة والذكريات الجميلة، كما أن ظاهرة إطلاق النار وإشعال المفرقعات والألعاب النارية تعد ظاهرة سلبية مؤذية ومحاربتها والقضاء عليها واجب وطني من خلال إطلاق حملة توعوية وفرض عقوبات رادعة، وهنا أستطيع القول بتكاتف الجهود نقضي معًا على العديد من الظواهر السلبية التي تحيط بنا ونحافظ على تعزيز السلوك القيمي والمجتمعي.
فالحمـــــــد لله الذي بنعمــــــته تتم الصالحـــــات، ثم الحمـد لله أن بلغنا وشعبنا هذا اليوم المبارك من شهر الله المحرم، بإعلان نتائج طلبتنا في الثانوية العامة، لذا نبارك لأنفسنا وأهلنا وشعبنا وطلبتنا بالنجاح الباهر والتفوق العظيم الذي شرفنا به ربنا، وأكرم به أبناءنا الطلبة، بتتويج مشاعر الفرح والنجاح خلال دراستهم ومذاكرتهم ومثابرتهم وجهدهم، لتحقيق رضاهم بأسمى الدرجات والتفوق الكبير، رغم الألم والجراح والحصار، إلا أنهم تميزوا وتفوقوا بحرصهم واجتهادهم، فطلبتنا يخطون أول نتيجة مستقبلية في مسيرتهم التعليمية ويجمعون مناسبتين عظيمتين فرحة مجتمعية بالنتائج واستقبال عام هجري جديد.
طلبتنا مُبــــارك نجاحــــكم، ومُبــــارك تفوقــــكم، ومُبــــارك عليكم فرحتــــكم.