فلسطين أون لاين

​ماذا بعد رحيل عباس؟!

في الاتحاد الأوروبي يتحدثون عن خشيتهم من انهيار السلطة بسبب الأزمة المالية التي تمر بها، لذا يدرس الاتحاد سبل دعم السلطة ماليًا بالتعاون مع الدول العربية. إن قدرات الاتحاد الأوروبي هنا محدودة، ويخشى من موقف نتنياهو الرافض للتدخل الأوروبي، وربما يعني هذا أن نتنياهو لا يمانع من التخلص من السلطة، أو تركها تنهار ذاتيًا؛ لذا هم يشنون حملة ضد عباس بزعم أنه كان محرضًا في أزمة بوابات المسجد الأقصى، وبسبب مواقفه الخارجية في يونسكو وغيرها، ومن ثمة يتهمه نتنياهو بالتحريض الخارجي على دولة (إسرائيل)، بل وصل الأمر لدرجة الحديث عن إجراءات عقابية.

القناة العبرية الثانية تخشى من انهيار السلطة بعد رحيل عباس (٨٢ عامًا)، وتضع ثلاثة سيناريوهات لما بعد عباس، وهذه السيناريوهات هي:

الأول: تسلّم الحرس القديم السلطة، مثل صائب عريقات وماجد فرج وجبريل الرجوب، وهم من الشخصيات التي يمكن الافتراض أنهم سيواصلون التنسيق الأمني مع (إسرائيل).

الثاني: تسلم محمد دحلان السلطة.

الثالث: وهو السيناريو السيئ جداً من ناحية إسرائيل وتخشاه، فهو الفوضى وملامسة الفلسطينيين لحرب أهلية وحروب وراثة السلطة، بما يشمل حركة حماس وجهات أخرى.

لا أحد يستطيع الموافقة على ما تطرحه القناة الثانية حول سيناريو الفوضى والحرب الأهلية على وراثة السلطة، لأنه على الأقل لا يوجد في السلطة مميزات تغري بالاقتتال الداخلي، فالسلطة كانت عبئًا وستبقى كذلك عبئًا، والاقتتال الداخلي هو رغبة إسرائيلية ليس إلا.

ومن الخطأ وضع حماس في إطار من يقاتل من أجل السلطة بعد رحيل الرئيس عباس، فحماس موقفها معروف، وقد تنازلت عن حكومتها من أجل أن تجد طريقًا يجتمع فيه الصف الفلسطيني، من خلال مصالحة وطنية شاملة ومتوازنة.

إن الحل الوحيد للاستقرار يكمن في إجراء انتخابات حرة ونزيهة لتجديد الشرعيات المختلفة، للمجلس الوطني، والمجلس التشريعي، ورئاسة السلطة، وهذا ما يجدر أن تبادر إليه حركتا حماس وفتح من خلال توافق وطني يؤسس لاستقرار سياسي بعد رحيل عباس .

إن تعدد الأحاديث العبرية عن انهيار السلطة، هو حديث من يرغب في ذلك ويحرض عليه، وكأن السلطة قد استنفدت ما كان مطلوبًا منها في السنوات الماضية، والآن جاء دور البحث في حلول إقليمية واقتصادية مع الأطراف العربية التي يعنيها الحديث مع تل أبيب بشكل علني ومباشر. ثمة سيناريو أن تقوم السلطة بحل نفسها لأنها لا تستطيع القيام بدورها، ولأنها لا تجد مواقف دولية داعمة لها في مواجهة التعنت الإسرائيلي، في ظل ظرف عربي ودولي يلائم إسرائيل ولا يلائم الفلسطينيين.