فلسطين أون لاين

تقرير "مخيم الفنون" ينسج انسجامًا بين ذوي الإعاقة والأصحاء

...
مخيم الفنون الصيفي
غزة/ مريم الشوبكي:

انسجم الأطفال من ذوي الإعاقة الذين توزّعوا على عدة طاولات في "مخيم الفنون"، في تلوين أوراق طبعت بشخصيات كرتونية محببة لديهم كسبايدر مان، وميكي ماوس، وفي فاعلية أخرى جلسوا مستمعين لحكايا الحكواتي، وبجواره جلست شابة تترجم الكلام بلغة الإشارة للأطفال الصُم.

ويحمل "مخيم الفنون"، الذي يُنفّذه معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى –فرع غزة، بالتعاون مع مؤسسات محلية، فكرة أساسية، تُعنى بإدماج الأطفال الذين يعانون صعوبات خاصة، أو من ذوي الإعاقة، بما يشمل الذين يعانون مشكلات في التعلم أو اضطراب ما بعد الصدمة، وأطفال متلازمة داون، والتوحد، مع الأطفال الأصحاء.

للمرة الأولى

تُبيّن مديرة معهد إدوارد سعيد الوطني في غزة، منال عواد أنّ فكرة المخيم الصيفي تقوم على الإدماج الشامل للأطفال الأصحاء مع المعاقين من سن 7 سنوات حتى 15 عامًا.

وتوضح عواد لـ"فلسطين" أنّ الفكرة تُنفّذ للمرة الأولى بمشاركة 65 طفلًا، إذ تمكنت من جمع الأطفال ذوي الإعاقة لتنمية مهاراتهم بأنشطة فنية مختلفة مثل الرسم، وفن الأوريغامي، والدبكة، والشطرنج، والحكواتي، والدراما، إضافة إلى الأنشطة الموسيقية، مثل الإيقاع الجماعي، والكورال، بهدف تنمية مخيلة الأطفال الإبداعية، وتعريفهم على عالم الموسيقى.

وتلفت إلى أنّ أنشطة المخيم تُقام على مدار أربعة أيام أسبوعيًّا، ويشاركون في خمس زوايا تتغير يوميًّا، مع زاوية الدراما الثابتة التي تقدمها أيام المسرح.

وتشير عواد إلى أنّ إدماج الأطفال ذوي الإعاقة مع الأصحاء يكسر الهوة ويزيل الحواجز، ويخلق لغة تعامل بينهم.

ومن الأهداف التي استطاع مخيم الفنون تحقيقها، هي إشراك أولياء أمور ذوي الإعاقة في المخيم إذ يؤدي بعضهم دور مترجمي لغة إشارة، ويشاركونهم اللعب، على حد قولها.

وتقول عواد: "استطاع المخيم خلق أجواء جميلة بين الأطفال المشاركين والتواصل الإيجابي بينهم، واستطاع ذوو الإعاقة اكتساب بعض المهارات الفنية المتنوعة، وتفريغ الطاقة السلبية والضغط النفسي الذي يعيشونه بفعل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة".

وتضيف: "ومن المميز الذي يقدمه المخيم هي مدربة فن الأوريغامي وهي من الصم، التي تمتلك مهارة عالية في تعليم هذا الفن، بهدف تعزيز مفاهيم وقيم أخرى بأنّ الإنسان الذي يعاني أيّ إعاقة هو شخص موهوب يمكن أن نتعلم من موهبته".

استمرار المخيم

بدورها تقول نائب جمعية الحق في الحياة نهال العشى: "هذه المشاركة الأولى من نوعها لأطفال متلازمة داون والتوحد في مخيم فني يدمجهم مع أطفال أصحاء".

وتضيف العشي لـ"فلسطين": "من الجمعية شارك 15 طفلًا إذ نطمح لاكتشاف مواهبهم الموسيقية والفنية، وصقلها، وتحسين سلوك هذه الفئة وتفريغ الطاقة الكامنة داخلهم".

وتتابع: "ومن الأمور التي استطاع المخيم تحقيقها هي إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في القيام بالفقرات الاستعراضية واستطاعوا تدريبهم على الحركات حتى تمكنوا من إتقانها رغم صعوبة التعامل معهم وجعل تركيزهم في اتجاه واحد".

وتردف: "الأنشطة المشتركة انعكست آثارها الإيجابية على سلوك الأطفال من ذوي الإعاقة، إذ ساعدهم المخيم على التفاعل الاجتماعي، والتعرف إلى السلم الموسيقي، إلى جانب عدة فنون وأنشطة، وقد ظهرت مواهب جديدة لدى الأطفال، مثل الإيقاع، والغناء، لذا سنواصل الاهتمام بهذه المواهب وتنميتها".

وتأمل العشي استمرار انعقاد مخيمات صيفية تقوم على مبدأ الدمج بين الأطفال من ذوي الإعاقة وأقرانهم من الأصحاء، مع استمرار الشراكة مع كل مؤسسات المجتمع المدني من أجل التأسيس لثقافة الإدماج بين الأطفال والمجتمع المحلي.