ناصر الدين محمد أحمد الشاعر، أكاديمي فلسطيني تقلد منصب وزير التربية والتعليم في فلسطين سابقًا في حكومة الوحدة الوطنية برئاسة إسماعيل هنية. وتقلد منصب نائب رئيس الوزراء الفلسطيني في الحكومة العاشرة. عمل عميدا لكلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية، وهو أستاذ مساعد في قسم الفقه والتشريع، تخصص فقه مقارن، وأستاذ مقارنة الأديان، من مواليد نابلس عام 1960م.
يعتبر الشاعر من أكثر الشخصيات الفلسطينية التي تنادي بالوحدة الوطنية، وهو من الشخصيات المنفتحة على الكل الوطني وتحديداً شخص رئيس السلطة محمود عباس.
تعرض ناصر الدين الشاعر لتهديدات مباشرة أكثر من مرة، ومن مجموعات تنسب نفسها وتتحدث باسم حركة فتح آخرها عقب أحداث جامعة النجاح وتم الاعتداء على الشاعر وإطلاق النار على منزله.
لكن الحدث الأخطر ما تعرض له الشاعر مساء يوم الجمعة الموافق 22/7/2022م وحسب رواية الصحفي نواف العامر الذي كان بجوار ناصر الشاعر قال: عند عودة الشاعر من تأدية مناسبة اجتماعية برفقة بعض أصدقائه في منطقة كفر قنديل، وتم محاولة إيقاف السيارة من ملثمين، ولكن بعد فشل المحاولة أطلقوا النار باتجاه السيارة في محاولة مباشرة للاغتيال، وبعد توقف السيارة فتحوا باب السيارة وأطلقوا النار على قدم الدكتور ناصر الشاعر، وغادروا المكان تاركين قامة علمية أكاديمية وسياسية ملطخا بدمائه بعد إصابته إصابة مباشرة، والمنطقة بها كاميرات مراقبة تسهل من قدرة الأجهزة الأمنية من التحقيق المباشر واعتقال المنفذين.
السؤال المطروح: من الكاسب والخاسر من محاولة اغتيال ناصر الدين الشاعر؟ ولماذا يفكر البعض بهذه الطريقة للتعاطي مع الخصوم السياسيين؟
الكاسب من محاولة اغتيال د. ناصر الدين الشاعر هو أعداء الوحدة الوطنية ودعاة الفتن، والراغبين في تأجيج الخلافات الداخلية وضرب النسيج المجتمعي، وهنا الكاسب الرئيس هو الاحتلال الصهيوني والطابور الخامس داخل مجتمعنا الفلسطيني.
الخاسر الأكبر هي السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية وذلك للاعتبارات التالية:
-
محاولة الاغتيال تندرج ضمن حالات الفلتان الأمني وغياب القانون على أراضي السلطة الفلسطينية، وهو ما يؤدي إلى تآكل سلطة القانون لصالح سلطة الغاب، ما يؤثر سلباً على المنظومة الأمنية وصورتها لدى الرأي العام، ويعزز من سلطة القبيلة والمليشيا والعصابة والعشيرة على المدى البعيد.
-
اختيار ناصر الشاعر المنتمي لحركة حماس والشخصية العامة القريبة من نبض الشارع هو رسالة تحدٍ للسلطة وأجهزتها الأمنية فإما أن تنجح وتكشف الحقيقة أو تتحمل المسئولية والضرر المترتب على عملية الاغتيال عبر استعادة صورة اغتيال الناشط نزار بنات على يد أجهزة الأمن الفلسطينية وتداعيات ذلك على السلطة داخلياً وخارجياً.
-
البلطجة سلوك مدان يخسر فاعله ومن يقف خلفه الكثير من شعبيته لأن شارعنا الفلسطيني لم يعد يحتمل أي سلوك خارج عن إطار القانون، وعليه تخسر السلطة الفلسطينية وحركة فتح رغم إدانتهم للعملية واتصال رئيس السلطة عباس واشتية بالدكتور الشاعر الكثير من شعبيتها لأنها:
-
لم تكشف بالسابق هوية الجهات التي أطلقت النار على الشاعر واعتدت عليه، وخرجت في مؤتمر صحافي به العديد من الملثمين الذين هددوا بشكل مباشر الشاعر.
-
خشية الرأي العام بأن يتم طي الصفحة بعد هدوء موجة الرأي العام وأن لا يتم البحث والتحقيق بشكل جدي وحقيقي وشفاف.