المحاولة الفاشلة لاغتيال الدكتور ناصر الدين الشاعر القيادي الوطني المعروف ونائب رئيس الوزراء السابق على يد مجموعة من المسلحين في الضفة الغربية معروفين بانتمائهم للأجهزة الأمنية هناك، هي سلسلة من استهداف الشخصيات الوطنية والمؤسسات التعليمية والمجتمعية والقانونية والحقوقية والنشطاء، كما حدث قبل أسابيع في جامعة النجاح والاعتداء على الطلبة والاعتداء على الدكتور ناصر الدين الشاعر نفسه، وتوفير غطاء لمثل هذه الجرائم.
هي سياسة ممنهجة تحاول من خلالها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية منع أي شخصية وطنية أو مؤسسة أو هيئة أو مثقفين من القيام بأي نشاط ضد ممارسة السلطة هناك وخاصة أن العام الأخير شهد سلسلة من الاعتداءات الصريحة والواضحة وتحتها عيون الكاميرات على النشطاء وسحلهم وضربهم في وسط رام الله وفي جامعة النجاح وتهديدهم وابتزازهم والتعرض لهم، وبينهما كان مرشحًا في الانتخابات البلدية الأخرى التي خسرت فيها حركة فتح في مناطق عدة ومدن كبرى.
هذه السياسة التي تتبعها قيادة الأجهزة الأمنية تهدف إلى بناء منظومة قمعية تقوم على الخوف والإرهاب والتخويف ومنع أي صوت هناك يعلو في وجه قبضة القتل والإرهاب وقمع الحريات وملاحقة النقابات والهيئات الشعبية، وتهشيم القضاء والنيل منه، والحط من قدر المعلمين.
على مدار العقدين الأخيرين، بنيت في الضفة منظومة من الفساد والمحسوبية والتنسيق الأمني والتعاون مع الاحتلال، واستخدام النفوذ لتنفيذ المصالح الحزبية والشخصية، كما الحال في فضيحة تحويل الأموال بشكل سري لصالح السلطة من الاحتلال في سبيل تقويتها، وتعزيز وجود أشخاص بعينهم، كما الحال مع حسين الشيخ بتعيينه أمين سر لمنظمة التحرير.
كذلك فضيحة تبادل التعيينات بين بنتي وزير الحكم المحلي ووزير الأشغال العامة.
جريمة محاولة اغتيال الشاعر هي سيناريو مكرر لجريمة اغتيال الشهيد نزار بنات، وخاصة بعد صمت بعض الجهات على ذلك.