فلسطين أون لاين

مشهد مسكون بخطر دائم

قوات الاحتلال تسقط مناشير في منطقة الجولان السوري تحذر المواطنين من التعاون مع حزب الله، وتعريض أنفسهم للخطر، التحذير جاء في توقيت يبدو فيه أن المنطقة شمال فلسطين المحتلة تتجه نحو الصدام، حيث يتبادل الحزب وحكومة الاحتلال رسائل التهديد والقصف غير المسبوق. في (إسرائيل) يزعمون أنهم لن يبقوا في لبنان حجرًا على حجر إذا ما اندلعت الحرب، والحزب يزعم أنه سيغطي كامل فلسطين المحتلة بصواريخ دقيقة الإصابة.

واستكمالًا لهذا المشهد المضطرب ثمة وجه آخر من اللكم بالكلمات والتصريحات بين إيران ودولة الاحتلال. في دولة الاحتلال يزعمون أنهم لن يسمحوا لإيران بامتلاك سلاح نووي، وأن طائراتهم جاهزة لتدمير مواقع التخصيب والتصنيع، وأن قرار المنع تتفق فيه أميركا (وإسرائيل) ودول إقليمية ودولية. وتواجه إيران هذه التهديدات بتهديدات أكبر تقول بمحو مدن رئيسية عن الخريطة في (إسرائيل)، وفي الوقت نفسه تتحدث على أنه لا يوجد قرار في الدولة بالتوجه لصناعة سلاح ذري، مع قدرة مصانع البلاد الذاتية على ذلك.

واستكمالًا لأبعاد هذا المشهد المشحون بالقلق تزعم بعض القيادات في الجيش الإسرائيلي أن حربًا واسعة النطاق من المرجح أن تقع مع المقاومة في غزة العام القادم، وهي تحذر غزة من الثمن الباهظ التي ستدفعه إذا واصلت المقاومة إطلاق صواريخها على قرى وبلدات غلاف غزة.

هذه الأبعاد الثلاثة المتوترة هي جزء من حياة هذه المنطقة منذ سنوات طويلة، وهو أمر طبيعي بوجود دولة الاحتلال الصهيوني العنصري في هذا الوسط الرافض لها، الوجود الصهيوني في شكل دولة مسلحة بأسلحة نووية وتقليدية، وذات أطماع توسعية هو وجود خطر، وهذا الوجود الخطر يمتد زمانًا ومكانًا، لأنه وجود يستهدف عادة إشعال نار الحروب حيثما أمكن، لأن الصهيونية تتغذى على الحروب، وتتعاظم قوتها من خلال هذه الحروب.

إنه ومع بعد أوكرانيا عن جغرافية فلسطين المحتلة إلا أن نار الصهيونية تشتعل هناك، وقد أمسكها الروس بأيديهم، ومن ثمة قرروا حلّ منظمة الوكالة اليهودية عندهم وإخراجها من روسيا. (إسرائيل) التي تهدد غزة، ولبنان، وسوريا، وإيران، هي دولة خطرة يلزم مواجهتها قبل أن تهدد السلام العالمي كما هدده هتلر بأطماعه النازية العنصرية. إن دعم أميركا لإسرائيل بلا تحفظ يزيد  خطر هذه الدولة في المنطقة، ويزيد تمردها على القانون الدولي والشرعية الدولية، وإذا كانت هذه الدولة الخطر قد حظيت ببعض التطبيع فإنه تطبيع ضار بالعواصم التي زحفت خلف الخطر، واحتضنت أطرافًا منه.