تمر اليوم الذكرى السنوية لإعلان المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أسر الجندي شاؤول آرون في العام 2014 ، والذي أدى لتعزيز المناعة والمعنويات الوطنية لكل أبناء الشعب الفلسطيني، وخاصة أولئك الذين كانوا يتعرضون حينها لأشد أنواع القصف والتدمير الإسرائيلي الممنهج، ورغم أنّ الرواية الرسمية الصهيونية التي اعتمدت على موقف حاخام الجيش الرئيسي في وقتها وهو رافي بيرتس تؤكد بأنّ الجندي ميت ومكان دفنه غير معروف، إلا أنّ الواقع معقّد ومركّب أكثر من ذلك.
فمن جهة واحدة رفضت المقاومة إعطاء معلومات حتى اللحظة حول مصير الجندي وأصدرت إشارات كثيرة تشير إلى أنّه حيّ يرزق، ومن جهة أخرى حكمت ما تسمى بالمحكمة العليا في العام 2019 في (إسرائيل) لصالح إدعاء عائلة الجندي بأن موته ليس أكيداً أو واضحاً بشكل كامل، ويلتقي مع هذا إدّعاء الجيش في الساعات الأولى وبشكل مباشر أنّه ميّت وأنّ مصيره كباقي طاقم الدبابة التي انفجرت في الشجاعية، ثم تبين قطعاً خطأ هذا الإدعاء وأقروا بأن جثته على الأقل بيد المقاومة في غزة.
من اللافت أن مرور ثماني سنوات على حادث آرون لم يحل اللغز بعد ولكنّ قناعات الكثير من الأسرى والمراقبين والمحللين بدأت تتعزز باتجاه احتماليات موت هذا الجندي، لذا فإنّ من المناسب أن تقوم المقاومة بتعزيز روايتها بشكل أو بآخر سواء باتجاه إثبات سياسة الغموض من خلال معلومات مجتزئة أو متقطعة وغير واضحة أو باتجاه أو نفي رواية العدو بالكامل أو إعطاء معلومات أكثر وضوحا تقضي على الرواية الإسرائيلية ومعها الكثير من مفاهيم العدو وأساطيره المؤسسة ، ومعها أيضا إدانة الكثير من الرؤوس والشخصيات الكبيرة في (إسرائيل) ، وإلاّ فإنّ المناعة والمعنويات الوطنية خاصة للأسرى ستتأثر سلباً مع كل التقدير والثقة بقيادة المقاومة في قطاع غزة .وذلك عدا عن تعزيز ثقة العدو شعباً وقيادةً بأنفسهم وبروايتهم .