قائمة الموقع

"أسماء" تقاوم الإعاقة لتبدع في تصميم الأزياء

2022-07-20T12:41:00+03:00
الشابة أسماء أبو طير ترفع أحد لمساتها في عالم التصميم (تصوير: حسن إصليح)

خلف ماكينة الخياطة جلست أسماء أبو طير، تحيك مريولًا مدرسيًّا باللون الأخضر، وتضيف لمساتها على تصميمه الأساسي، لتمنحه شكلًا مختلفًا، وما إن انتهت حتى أخذت تضيف بعض التعديلات على فستان لطفلة باللون البنفسجي قد صممته وحاكته من قبل.

قبل جلوسها على الماكينة تخلت أسماء عن الطرف الصناعي الذي تضعه في قدمها، لأنه يعقيها في أثناء عملها عليها، وتعتمد على قدمها الأخرى المصابة، وتعاني آلامًا كبيرة بها، ولكنها تقاوم أوجاعها لكي تمارس مهنة الخياطة التي تحب وتبرع بها.

أبو طير (34 عامًا) تقطن في بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، متزوجة ولديها ثلاثة أطفال، أصيبت بصاروخ إسرائيلي باستهداف مباشر في العدوان الإسرائيلي عام 2014م، ونجم عنها بتر في قدم وتضرر القدم الأخرى.

حاولت أبو طير تجاوز آلامها بإقامة مشروع خاص لها من البيت لكي تساعد زوجها في مصاريف الحياة اليومية، في البداية اتجهت نحو المجال الأحب إليها وهو صناعة قوالب الكيك، والحلويات، ولكن تراجع حالتها الصحية أثناها عن الإكمال فيه.

تقول لصحيفة "فلسطين": "قدمي الأخرى أصيبت بتمزق في الشرايين، والأعصاب، والأوتار، وذهبت في رحلة علاج امتدت لـ11 شهرًا في الأردن، حيث قمت بتركيب جهاز لتخفيف آلام القدم، وأمضيت ثلاث سنوات أخرى بين العلاج الطبيعي، والفيزيائي، وتركيب طرف صناعي، وفي كل عام أضطر إلى تغييره".

وتتابع: "حينما شعرت ببعض التحسن عملت في تصنيع قوالب الكيك ببيتي في عام 2019، ونظرًا لأني أضطر إلى الوقوف لساعات طويلة لتصنيعها، أصبت بآلام حادة في القدم، وأجبرني الطبيب على تركه وخضعت للعلاج من جديد لمدة عام".

ومع بداية جائحة كورونا توقفت عن العمل، ولكنها في ذات الوقت اضطرت إلى البحث عن مجال آخر أقل جهدًا من صناعة الحلويات، حتى اهتدت في عام 2021 إلى دورة خياطة وتصميم أزياء عقدها مركز إرادة للتدريب والتطوير والتابع للجامعة الإسلامية.

تبين أبو طير أنها خضعت لتدريب في تصميم الأزياء لمدة ستة أشهر، واستطاعت بموهبتها أن تحقق المركز الأول على زميلاتها، واستحقت بجدارة بتمويلها بمشروع ماكينة تمكنها من افتتاح مشروعها الخاص.

بالقرب من بيتها في بلدة عبسان الكبيرة، استأجرت محلًا صغيرًا، وحولته إلى مشغل خياطة لكي تكون بالقرب من أبنائها، حيث تمضي ساعات الصباح الباكر في مشغلها، وبعد الظهر تنتقل إلى بيتها لتعد وجبة الغداء لأطفال، قبل أن تعود مجددا لإكمال عملها.

وتوضح أبو طير أن عمل والدها في الخياطة قديمًا، كان سببًا في سرعة إتقانها للحياكة والتصميم، وتمكنت من إظهار موهبتها التي لم تكن تكتشفها من قبل، حيث تقوم حاليًا بتصميم "البترون" وقصه بنفسها.

ومن الصعوبات التي تعانيها أبو طير في عملها، تذكر أن الطرف الصناعي يعيقها في عملها على ماكينة الخياطة، وإحساسها الإجهاد والتعب نتيجة حاجتها للوقوف عند رسم البترون، وقص القماش، واضطرارها إلى دخول المستشفى للعلاج بسبب الآلام التي تصاحب عملها.

وتلفت إلى أنها تحتاج إلى كرسي كهربائي يمكنها من الذهاب إلى السوق وشراء الأقمشة، ومستلزمات الخياطة التي تحتاجها دون معاناة، ولأجل ذلك تضطر إلى الاستعانة بوالدتها، وأختها ولكنهما لا تلبيان حاجتها كما تريد هي.

وتأمل أبو طير أن توسع مشروعها وتوفير ماكينة خياطة أخرى تمكنها من تشغيل سدية أخرى لتساعدها في العمل، وتقلل من مجهودها.

وتعكف حاليًا على تطوير عملها، والتبحر أكثر في تصميم الأزياء، خاصة فساتين السهرة، وبدلات الزفاف، حيث التحقت بدورة عبر الإنترنت في هذا المجال، لكي تكتسب مهارات جديدة تمكنها من تنويع عملها وتصاميمها، وتحسن دخلها المادي.

اخبار ذات صلة