قال مركزان حقوقيان، في تقريرين منفصلين لهما، اليوم الأحد: "إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، تعمدت قتل الطفل عبد الرحمن حسين أبو هميسة (16 عامًا) شرق قطاع غزة، أمس، بدم بارد.
وقتلت تلك القوات وفق التقريرين، الطفل أبو هميسة، بعد إصابته بعيار ناري اخترق الكتف الأيسر ونفذ من الظهر، وإصابة مواطنين آخرين، أحدهما طفل بعيارين في الأطراف السفلية، ونقلوا جميعًا إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط القطاع.
وأدان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، في تقريره، هذه الجريمة الجديدة التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأودت بحياة الطفل أبو هميسة، داعيا المجتمع الدولي والهيئات الأممية، إلى التدخل لوقف جرائم الاحتلال وانتهاكاته المتصاعدة، والعمل على توفير حماية دولية للفلسطينيين في الأرض المحتلة.
وحذّر المركز، من تداعيات فرض الاحتلال القيود على الوصول للمسجد الأقصى وأبوابه، والتصعيد الإسرائيلي في القدس الشرقية، وهي مدينة محتلة، لا تغير الإجراءات التي اتخذتها سلطات الاحتلال في أعقاب احتلال المدينة في عام 1967 من وضعها القانوني كأرض محتلة.
وجدد مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة الوفاء بالتزاماتها الواردة في المادة الأولى من الاتفاقية والتي تتعهد بموجبها بأن تحترم الاتفاقية وأن تكفل احترامها في جميع الأحوال، كذلك التزاماتها الواردة في المادة 146 من الاتفاقية بملاحقة المتهمين باقتراف مخالفات جسيمة للاتفاقية، علماً بأن هذه الانتهاكات تعد جرائم حرب وفقاً للمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين وبموجب البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقية في ضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
بدوره، قال مركز الميزان لحقوق الإنسان، في تقريره: إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل استهدافها للمدنيين العزل في قطاع غزة، من خلال استخدامها للقوة المفرطة والمميتة دون اكتراث بقواعد القانون الدولي الإنساني، حيث تستخدم الرصاص الحي والرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع وبشكل مباشر ضد مجموعات من الأطفال والشبان من المشاركين في الفعاليات الشعبية المناصرة للقدس والتي كان آخرها يوم الجمعة الماضي، ما تسبب في قتل طفل واصابة اثني عشر آخرين بجراح مختلفة.
ووفقاً لإفادات شهود العيان، فبينما كان الطفل أبو هميسة (17 عاماً) على بعد حوالي (50 متراً) عن حدود الفصل في المنطقة الواقعة جنوب شرق مخيم البريج أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي نيران أسلحتهم صوبه ما أدى إلى إصابته في كتفه الأيسر وسقط على الأرض، وحين حاول الطفل إسماعيل عماد طلال جبر (15 عاماً) تقديم المساعدة لرفيقه أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليه وأصابوه في ساقه وفخذه الأيسر، حيث فقد الوعي وسقط أيضاً على الأرض في المكان نفسه، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقام الجنود الاحتلال بإطلاق النار تجاه الشاب مؤمن علي رجب الخالدي (23 عاماً) عندما حاول سحب الطفل أبو هميسة وأصابوه بعيار ناري في فخذه الأيمن، من ثم تمكن عدد من الشبان والفتية من سحبهم وحملهم وأوصلوهم إلى سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، التي نقلتهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، حيث أعلن رسمياً عن استشهاد الطفل أبو هميسة، فيما وصفت جراح الآخرين بالمتوسطة.
وعبر الميزان عن استنكاره الشديد لاستخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة والمميتة ضد المتظاهرين السلميين، الذين لا يشكلون أي خطر أو تهديد على تلك القوات، ويظهر استهداف تلك القوات للمدنيين الذين حاولوا إسعاف الطفل أبو هميسة تعمد قتل الطفل بدم بارد.
ورأى في مضي قوات الاحتلال الإسرائيلية قدماً في انتهاك قواعد القانون الدولي الإنساني، انعكاساً طبيعياً لعجز المجتمع الدولي عن القيام بواجباته القانونية والأخلاقية تجاه المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي قطاع غزة على وجه الخصوص.
وطالب المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته القانونية بموجب القانون الدولي، بإنهاء الحصانة والعمل على تفعيل المساءلة والملاحقة عن الانتهاكات الجسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، والعمل على حماية المدنيين كخطوة على طريق إنهاء الاحتلال وتمكينهم من تقرير مصيرهم بأنفسهم.