فلسطين أون لاين

مطار ريمون مناورة فرضتها بيئة التطبيع

في دولة الاحتلال يتحدثون عن تسهيلات سفر للفلسطينيين عبر مطار رامون في إيلات! الفكرة التي يقدمها الاحتلال تحت عنوان تسهيلات هي في الحقيقة تكريس للاحتلال، وتكريس لعمليات الضم، ولعمليات السيطرة، ومنع قيام دولة فلسطينية. العنوان تسهيلات سفر، والجوهر منع قيام دولة فلسطينية!

إن مقاربة هذه الفكرة تحليليًّا يقتضي الرجوع لمطار غزة الذي أنشأه عرفات بمساعدة فرنسية في محافظة رفح، والذي مثل رمزًا متواضعًا للسيادة الفلسطينية والدولة الحلم، وكان بحق خطوة سهلت سفر الفلسطينيين للخارج عمليًّا، لم يحظوا بمثله من قبل، ولكن حكومة الاحتلال بقيادة شارون دمرت المطار وألغت وجوده، ولم تبالِ بالاحتجاجات الفلسطينية والدولية وما زال الأمر على ما صنعه شارون!

ما أود قوله إن مطار غزة كان له دور موجب في تسهيل السفر للفلسطينيين، ومطار ريمون في إيلات ليس من التسهيلات بشيء، بل هو نوع من إحكام سيطرة الاحتلال على حركة المواطنين الفلسطينيين، وإخضاع كل من يرغب بالسفر للفحص الأمني المسبق، كما يخضع المريض وأهله للسفر للعلاج من غزة في مستشفى المطلع.

مطار ريمون كمشروع يقول لعباس ومن يخلفه: لا تناقشونا في مطار للسفر، ريمون أمامكم وليس شيئًا بعد ريمون! وإذا كانت مسافة السفر من أريحا لمطار عمان هي (٨٨) كيلو متر، فإن المسافة بين أريحا وريمون تزيد على (٢٥٠) كيلومترًا، أي إن السفر عبر مطار عمان أسهل وأيسر!

الفكرة التي تطرحها حكومة الاحتلال هي فكرة إعلامية أيضًا، لرفع العتب الدولي عن الاحتلال، وربما كانت حكومة الاحتلال تعلم مسبقًا أن الفكرة هي مشروع رفّ، وليس مشروعًا عمليًّا للتطبيق، وفي جميع الأحول الفكرة خطرة، ومرفوضة فلسطينيًّا، ولن تجد من يتعامل معها. الإسرائيلي بات يتمتع بمعاملة مميزة في المطارات العربية، وطائرات الاحتلال جوب الأجواء العربية وتحظى برعاية فائقة، والفلسطيني صاحب الأرض والحق بالدولة ليس له مطار، ولا معاملة إنسانية! حكومة الاحتلال تفتح ربع باب موارب للمناورة في المحافل العربية والدولية،  لتقول لهم نحن قدمنا مطارًا للفلسطيني للسفر، ولكن الفلسطيني يرفض تسهيلاتنا ويعمل على تدمير كل فرص السلام والاستقرار!