فلسطين أون لاين

النجار لـ"فلسطين": الأوضاع تنذر بانفجار كبير 

تقرير تأهب داخل سجون الاحتلال والاحتمالات مفتوحة أمام الأسرى لخوض إضراب مفتوح

...
صورة أرشيفية
الناصرة-غزة/ أدهم الشريف:

يعيش الأسرى في سجون الاحتلال حالة تأهب غير مسبوقة نتيجة استمرار وحشية انتهاكات إدارة السجون بحقهم، دون مراعاة ظروف المرضى منهم، أو حتى تفشي فيروس "كورونا" بين أقسام بعض سجون الاحتلال، تزامنًا مع عدم الاستجابة لمطالب الأسرى الإداريين والمضربين منهم عن الطعام منذ أشهر.

وقال مدير الإعلام في جمعية نادي الأسير، أمجد النجار، إن الاحتمالات مفتوحة أمام الأسرى لخوض إضراب مفتوح ردًّا على استمرار جرائم الاحتلال وانتهاكاته، وهم بأمسّ الحاجة إلى أوسع حالة تضامن شعبي وفصائلي.

وأكد النجار في تصريح لصحيفة "فلسطين"، أن الأوضاع داخل السجون تنذر بانفجار كبير، وخاصة عندما يتعلق الأمر بملف الإهمال الطبي المتواصل بحق الأسرى.

ورافق ذلك، بحسب النجار، ظهور إصابات جديدة بفيروس كورونا، في أقسام السجون التي يقبع خلف قضبانها الأسرى، دون أن تقدم إدارة السجون على تقديم أي نوع من العلاجات الطبية المناسبة، أو اتخاذ تدابير السلامة اللازمة للحيلولة دون تفشي الفيروس.

وبين أن ذلك أدى إلى إصابة الأسير المسنّ المصاب بالسرطان موفق عروق، وكذلك الأسير المسن فؤاد الشوبكي الذي يقبع في مستشفى سجن الرملة، إضافة إلى عشرات المصابين في مختلف السجون.

وعلاوة على ذلك بيَّن أن إدارة السجون تصعد من عمليات القمع والتنكيل ولم تراعِ أن الكثير من الأسرى مصابون بفيروس "كورونا"، أو لديهم أعراض مختلفة وأصعب من الفترة السابقة.

وأضاف أن "الأسرى الإداريين مستمرون في مقاطعة المحاكم بسبب عدم استجابة إدارة السجون لمطالبهم، وهو ما يدفع الحركة الأسيرة إلى الإعداد لخوض إضراب خلال سبتمبر/ أيلول المقبل، في حال عدم وجود أي حلحلة ومفاوضات في ملف الأسرى الإداريين وتعدادهم 600 أسير إداري".

عواودة وريان

وأكد النجار أن الأسيرين الإداريين المضربين عن الطعام خليل عواودة ورائد ريان، يعيشان ظروفًا صعبةً جدًا.

وتابع: "عواودة يعاني وضعا صحيا خطيرا جدًا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بحسب معلومات وصلت إلينا من أسرى ومحامين، ولقد أوقف الإضراب بعد 111 يومًا، واستأنف معركته بعد عدة أيام، وهو مهدد أن يفقد حياته ويرتقي في سجون الاحتلال نتيجة عدم استجابة إدارة سجون الاحتلال لمطلبه".

"أما الأسير ريَّان المضرب عن الطعام منذ أكثر من 100 يوم فيعاني وضعًا صحيًا صعبًا، وهناك أكثر من 50 أسيرا من الجبهة الشعبية هددوا بخوض إضراب مفتوح عن الطعام".

ونبَّه إلى ضغوط كبيرة يمارسها الأسرى تشمل الإضراب التضامني ما لم تقرر إدارة السجون إنهاء ملفي الأسيرين ريان وعواودة اللذين يحتضران في السجون نتيجة الوضع الصحي الذي وصلا إليه.

وقال: إن المعركة مستمرة بين أبناء شعبنا والاحتلال الذي يمارس الاعتقال من أجل الحد من أعمال المقاومة، وإيقاع أكبر أذى بالشبان الفلسطينيين، في محاولة فاشلة منه لإيصال رسالة لشعبنا أن من يفكر بأي مقاومة للاحتلال سيكون مصيره الاعتقال والقمع والتنكيل الذي يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال.

قمع وتعذيب

واستدرك: في مراحل سابقة كان الاحتلال يتكتم على جرائمه داخل السجون وعمليات القمع والتنكيل والإهمال والتعذيب، الآن عندما تهاجم قوات "النيحشون" و"المتسادا" و"اليمام" أقسام السجون ترافقها كاميرات الصحافة العبرية، وتقوم بتصوير عمليات الاعتداء، وتنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، هذا لأن الاحتلال لا يهتم لموقف المؤسسات الدولية، ولإيصال رسالة لأبناء شعبنا وأهلهم أن أبناءكم الذين سيشاركون في أعمال المقاومة ضدنا سيكون مصيرهم التعذيب والتنكيل داخل تلك الأقسام، وها أنتم تشاهدون ما يحدث أمام الكاميرات.

"ولذلك الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية لن تجدي نفعًا"، مشيرًا إلى أن جلعاد أردان الذي أسس مجموعة من العقوبات على أسرانا الأبطال، أصبح فيما بعد نائب رئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وشدد على أن الحركة الأسيرة بحاجة إلى رص الصفوف ووحدة الموقف ضد إدارة السجون، ويجب على الفصائل والتنظيمات خارج أسوار الاعتقال التحرك وممارسة دورها الواضح في إسناد الأسرى وتفعيل الشارع بالشكل المناسب، بما يتوافق مع معاناة الأسرى والرد على جرائم الاحتلال بحقهم.

وأضاف النجار: الفصائل والتنظيمات هي المسؤولة عن تحريك الشارع ميدانيًا وجماهيريًا والرد على جرائم الاحتلال.

وأشار إلى أن الأسرى الإداريين يتجهزون لإضراب شامل إذا لم ينهِ الاحتلال سياسة الاعتقال الإداري، كما يتجهز الأسرى لمواجهة عمليات العزل الانفرادي، والإهمال الطبي، وما يتعرض له 23 أسيرًا مصابًا بالسرطان من إهمال طبي متعمد قد يودي بحياتهم في أي لحظة.