فلسطين أون لاين

بايدن يحمل وعود كاذبة للفلسطينيين

الحية: "إعلان القدس" لن يمنح الاحتلال أمناً وسلاماً على حساب شعبنا

...
الحية خلال وقفة نظمتها الفصائل وسط مدينة غزة احتجاجا على زيارة بايدن (تصوير: محمود أبو حصيرة)
متابعة/ فلسطين أون لاين:

أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور خليل الحية، أن "إعلان القدس" الذي وقعته الإدارة الأمريكية مع الاحتلال الإسرائيلي-اليوم الخميس- لن يمنح الاحتلال أمناً وسلاماً على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن الرئيس الأمريكي يحمل رزمة من الوعود الكاذبة للفلسطينيين.

وأضاف الحية في كلمة ألقاها نيابةً عن فصائل العمل الوطني والإسلامي والفعاليات الشعبية، خلال وقفة نظمتها الفصائل وسط مدينة غزة عصر اليوم الخميس، رفضاً لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، "تستنكر الفصائل الفلسطينية والفعاليات الشعبية، التواطؤ الأمريكي المفضوح مع كيان الفصل العنصري الإسرائيلي".

وتابع لقد "تناوبت الإدارات الأمريكية المختلفة على تمكين الاحتلال لفلسطين، وقهر الإرادة الفلسطينية، وتجريد شعبنا من حقوقه في أرضه ووطنه ومقدساته ومقدراته الاقتصادية، وتجريم دفاعه عن نفسه، أمام آلات القتل والتشريد والتنكيل الصهيونية، وصولا إلى محاولة فصله عن عمقه العربي والإسلامي، بفسخ عقد التضامن التاريخي مع شعبنا المظلوم، عبر إغراء بعض أدواته المهزوزة في المنطقة بالتطبيع المشين مع كيان الاحتلال العنصري، على حساب تضحيات شعبنا".

وأكمل: "نؤكد أن رئيس الولايات المتحدة الامريكية لا يحمل في جعبته خلال هذه الزيارة إلا الدعم اللامحدود للكيان الصهيوني وأمنه وازدهاره، ورزمة من الوعودات الكاذبة للفلسطينيين، رغم كل الادعاءات الأمريكية حول أهمية القانون الدولي واحترام حقوق الإنسان والديموقراطية، وقد تراجعت هذه الإدارة عن كل الوعود التي أعلنتها لصالح الفلسطينيين في بداية توليها المسؤولية، ويأتي ذلك في سياق عقود من الانحياز الأمريكي الأعمى للكيان".

وأكد الحية أن التفاهم الأمريكي الإسرائيلي، بإنشاء مجمع دبلوماسي أمريكي في القدس المحتلة، على حساب بيوت وأراضي العائلات المقدسية، دليل إضافي، على حجم التخادم بين الطرفين.

وشدد على أن "إعلان القدس" الذي أعلنته الإدارة الأمريكية بالاشتراك مع الاحتلال، هو تأكيد على سياسة أمريكا الظالمة والعدوانية تجاه شعبنا، ولن يغير هذا الإعلان من واقع القدس شيئاً باعتبارها أرضاً محتلة، وعاصمة أبدية لفلسطين، ولن يمنح الاحتلال أمناً وسلاماً على حساب حقوق شعبنا.

ولفت إلى أن انحياز الإدارة الأمريكية الأعمى للاحتلال وتغطيتها المستمرة على جرائمه بحق شعبنا، بل وتمويلها له، يضعها في خانة الشريك المباشر للكيان في جرائمه والعداء الكامل لشعبنا وقضيته العادلة.

وحث الحية، الإدارة الأمريكية لمراجعة سياساتها فوراً والالتزام بما تروج له من قيم الديموقراطية وحقوق الانسان وأهمية الالتزام بالقانون الدولي، والكف عن سياسة الكيل بمكيالين تجاه قضايا الشعوب، "فما هو مباح في أوكرانيا لا يمكن أن يكون محرماً في فلسطين، فشعبنا من حقه التطلع نحو الحرية والاستقلال، وأن يقاوم الاحتلال بكل السبل، بما فيها المقاومة المسلحة، وهذا ما كفله لنا القانون الدولي".

وأردف: "نقول للإدارة الأمريكية، وكل من يتعاون معها، أن محاولات شرعنة هذا الاحتلال على أرضنا، والعمل على دمجه في المنطقة بأي شكل وتحت أي مبرر، ستتحطم على صخرة صمود شعبنا ومقاومته".

وأكد أن "الغوص" في وحل التطبيع، لن يساهم أبدا في تثبيت حالة الاستقرار في الشرق الأوسط، ولن يضيف لأمن وسلم العالم شيئا، ما دام شعبنا الفلسطيني، يرزح تحت الاحتلال العنصري الإسرائيلي.

ودعا الحية إلى ترك المراهنة على الإدارة الأمريكية أو الاستمرار في التعلق بمسار أوسلو الموهوم، والمبادرة فوراً إلى عقد اجتماع عاجل للأمناء العامين للاتفاق على موقف فلسطيني موحد ضد انحياز الإدارة الأمريكية، وضد التغول الصهيوني على شعبنا وحقوقه، وذلك في إطار استراتيجية وطنية شاملة وواحدة تقودها قيادة وطنية موحدة.

وحذر قيادات المنطقة من التعاطي مع مشاريع الإدارة الاميركية المشبوهة المسماة "الاتفاقيات الابراهيمية"، والتي لا تهدف الا لخدمة الكيان وشرعنة احتلاله على حساب دولنا وأمتنا ومستقبل أجيالنا.

ورفض "نهب ثروات فلسطين وخيراتها، مؤكدا أن شعبنا وقواه كافة لن تتساهل في الحقوق الفلسطينية في البحر الأبيض المتوسط، ولن تتنازل عن الموارد الطبيعية الضخمة من الغاز، في الحقول البحرية الفلسطينية، كما أنها لن تسمح للاحتلال، بمضاعفة مكتسباته الاقتصادية، وتعزيز موقعه الجيوسياسي، كمزود عالمي بديل للغاز إلى أوروبا، في ظل الأزمة الأوكرانية الروسية، ولن تتهاون مع نهب حقول الغاز الفلسطينية، مهما كلف الأمر من ثمن.

وتابع: "أي تفاهمات أمريكية إسرائيلية، برضا أطراف أوروبية أو إقليمية أو فلسطينية للتصرف في ملف غاز المتوسط في المياه الإقليمية الفلسطينية، بمعزل عن إرادة الشعب الفلسطيني، وقواه الفاعلة ستصطدم مع حضور وقوة شعبنا ومقاومته، فالغاز الطبيعي ملك للأجيال الفلسطينية القادمة، ومحظور التعامل به بشكل منفرد"

وأشار إلى أن ارتفاع منسوب الجرائم الإسرائيلية، بحق القدس وأهلها ومقدساتها، واستمرار حصار قطاع غزة، وحرمانه من مقومات الحياة الطبيعية، وتكثيف الاستيطان ومصادرة الأراضي، والتغول في سياسة القمع والقتل والتنكيل، والاستفراد بالأسرى الأبطال، واحتجاز جثامين الشهداء، تضع بمجملها قوى شعبنا أمام دورها الطبيعي والطليعي في اجتراح وسائل جديدة للمقاومة.

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن شعبنا مثل بقية شعوب العالم يتطلع للحرية والاستقلال والحياة الكريمة في دولته فلسطين وعاصمتها القدس والعودة لملايين الفلسطينيين المهجرين في الشتات، ولن يتنازل عن ذلك مهما كلفه ذلك من تضحيات أو طال الزمن.