فلسطين أون لاين

رئيس الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع

حوار الشيبة: التطبيع العربي منح الاحتلال الضوء الأخضر لزيادة جرائمه ضد الفلسطينيين

...
صورة أرشيفية
لندن- غزة/ نور الدين صالح:

استهجن رئيس الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع أحمد الشيبة، استمرار بعض الدول العربية في مسيرة التطبيع مع دولة الاحتلال في ظل تواصل الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والمقدسات الإسلامية، واصفًا إياه بـ"الأمر المخزي جدًا".

وقال الشيبة في حوار خاص مع صحيفة "فلسطين": إن "استمرار التطبيع العربي منح الضوء الأخضر للاحتلال وشجعه أكثر على ارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم ضد الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن وتيرة الانتهاكات الاسرائيلية ارتفعت في الفترة الأخيرة.

وبيّن أن التطبيع أعطى حكومة الاحتلال المزيد من الجرأة لحماية منتهكي المسجد الأقصى، وقمع المقدسيين الذين يتصدون لهم، معتبرًا تخلي بعض الدول العربية خاصة المُطبعة "خذلانًا للأقصى".

واستدرك "لكن أهل القدس والأقصى يدافعون ببسالة واستطاعوا إفشال الكثير من المخططات، مما يُعطي رسالة للاحتلال بأنه لم يجنِ الكثير من التطبيع".

وأوضح أن التفاعل الحكومي لدى الدول العربية المُطبعة وصل إلى مستوى منحدر جدًا لم يصل إليه من قبل، مضيفًا "بعض الحكومات العربية تقف متفرجة على انتهاكات الاحتلال لحرمة المسجد الأقصى وطرد أهل القدس وقتل الأطفال والنساء".

وبحسب الشيبة، فإن المستوى الشعبي له وقفة متميزة مع الشعب الفلسطيني وقضيته، إذ إن كثيرًا من الرياضيين والمثقفين قاطعوا الاحتلال في عدة محافل، عدا عن الاحتجاجات الكبيرة الرافضة لجرائم الاحتلال ضد الفلسطينيين.

وعدَّ التناقض الحاصل بين الحكومات المطبعة وشعوبها، "تحذيرًا خطيرًا لتلك الحكومات بأن تفقد شعبيتها وشعوبها"، منبّهًا إلى أن القدس أصبحت ميزانًا لمدى قرب الشعوب من حكوماتها.

ورأى رئيس الرابطة الإماراتية، أن التطبيع هو دعم مُطلق للكيان، وبمنزلة السماح له بانتهاك حركة الأوطان، كونه لا يتعلق بوجود حقوق سيقابلها سلام في المنطقة، بل إن هناك إرهاصات لحروب بدأت تدق طبولها.

وبيّن أن الكيان بدأ يتموضع بشكل جديد في المنطقة من جراء التطبيع، "فهذه الدول فتحت أبوابها وخزينتها للاختراق من الاحتلال الذي يحضر الحروب في المنطقة وارتكاب جرائم جديدة".

وأوضح أن من أبرز المخاطر أيضًا هو الاعتراف الكامل بدولة الاحتلال اليهودية، بالتالي تحقق حلمها بالاندماج في المنطقة التي ظل على مدار العقود الماضية جعل نفسه جسمًا مقبولًا.

واعتبر أن لجوء بعض الحكومات العربية لتطبيع علاقاتها مع الاحتلال "إسهام منها بقبول هذا السرطان داخل الجسد العربي"، مشددًا على أن "الاحتلال لا يسعى من أجل السلام بل يقوم على الدماء والجرائم".

وقال الشيبة: "إذا تمكن الاحتلال من تحقيق هدفه، فإن تلك الدول المطبعة ستصبح عبارة عن أماكن لتصفية خصوم (إسرائيل)، حسب ما تدعي"، متوقعًا مزيدًا من الجرائم والاختراقات الأمنية الكبيرة للدول العربية خلال الفترة القادمة".

وبيّن أن الاحتلال يحتاج إلى مدد اقتصادي هائل لذلك توجه إلى فتح علاقات مع الدول العربية مثل الإمارات، من أجل الاستثمار فيها وتلقي الدعم المالي والسياسي الكبيرين.

وأضاف: "دولة الاحتلال كانت جسمًا غير مقبول في المنطقة، لكن أصبح له مدافعون على مستوى العالم وبعض الحكومات العربية التي تبرر جرائمه".

ونبّه إلى أن الاحتلال يسعى من خلال التطبيع تجفيف المنابع التي قد يكون لها أثر على قوة المقاومة الفلسطينية التي أصبحت ضمن المعادلة بفعل قوتها، لافتًا إلى أنه يعيش في أضعف حالاته في المرحلة الراهنة.

ووفق الشيبة، فإن الاحتلال أقدم على التطبيع بعد التصدع الداخلي وانكشاف ظهره ووضعه الضعيف على المستوى العالمي، وعدم قدرته على تبرير جرائمه التي فضحتها وسائل الإعلام الدولية والعربية والفردية ومواقع التواصل الاجتماعي.

وشدد على أن "القضية الفلسطينية عادلة ولن تسقط بالتقادم، لا سيّما أن المرحلة الحالية كشفت الكثير من الحقائق أمام العالم الذي أصبح يخرج بالملايين للمطالبة بالحق الفلسطيني".

وحول مواجهة التطبيع، رأى الشيبة، أن الشعوب العربية لها دور كبير وواضح لذلك يجب عليها الضغط على حكوماتها بعدم القبول بهذا الكيان، مشيرًا إلى أن الحكومات المطبعة استبدادية وقمعية مجرمة.

وبيّن أن صمت الشعوب سيزيد من قمع وإجرام حكوماتها، من خلال وضع يدها في يد دولة الاحتلال القائمة على القمع والإجرام.

وطالب الشيبة، الحكومات المطبّعة بضرورة التراجع عن تطبيع علاقاتها مع الاحتلال تفاديًا للأخطار المحدقة بها، داعيًا الدول غير المنخرطة بالتطبيع إلى تشكيل تكتُّل لمواجهته وعدم القبول به.

كما دعا الشعوب إلى تصعيد مقاومتها الشعبية السلمية بكل الأدوات المتاحة لها، بحيث يصل صداها إلى المستوى العربي والدولي والعالمي.