طالبت أطر صحفية في قطاع غزة، الإدارة الأمريكية بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق الصحفيين الفلسطينيين ولا سيما جريمة اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة والتي تحمل الجنسية الأمريكية، عادّين تماهي الولايات المتحدة مع الاحتلال وتغطيتها على جرائمه يجعلها بمثابة "شريك" معه في المسؤولية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده منتدى الإعلاميين الفلسطينيين بمدينة غزة، اليوم الأربعاء، فوق أنقاض برج الجلاء الذي هدمه الاحتلال خلال عدوانه على قطاع غزة (مايو 2021) ويضم مؤسسات صحفية من بينها: الوكالة الأمريكية (AP) وقناة الجزيرة، ويأتي موعد المؤتمر قُبيل وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مطار (بن غوريون) في الداخل الفلسطيني المحتل منذ عام 1948م، في زيارة للاحتلال الإسرائيلي وبيت لحم ليغادرهما متجهًا إلى السعودية لحضور القمة العربية الأمريكية.
ودعت الأطر الصحفية، المؤسسات الحقوقية في العالم إلى الدفاع عن الصحفي الفلسطيني ومنع الاحتلال من انتهاك حقوقه واستهدافه وتأمين الحماية اللازمة له، كما دعت اتحادات الصحفيين في الوطن العربي إضافة إلى الاتحاد الدولي إلى نبذ التطبيع ومنعه في بلدانهم إعلاميًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا.
وكان الاحتلال الإسرائيلي اغتال الزميلة شيرين أبو عاقلة في الـ11 مايو/أيار الماضي في أثناء تغطيتها لاقتحامه مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، مما أحدث غضبًا عارمًا في الأوساط الحقوقية والإعلامية على المستويين العربي والدولي.
من جانبه، قال مدير منتدى الإعلاميين، محمد ياسين: " جئنا اليوم على أنقاض برج الجلاء لنطالب بالعدالة لروح الزميلة شيرين أبو عاقلة"، مشيرًا إلى أنّ سجل الاحتلال حافل باستهداف الصحفيين، وعلى الرئيس الأمريكي جو بايدن أن يحاسب الاحتلال على استهدافه الصحفيين وخاصة الصحفية أبو عاقلة التي تحمل الجنسية الأمريكية.
ودان ياسين قمع واستهداف الصحفيين الفلسطينيين من قِبل قوات الاحتلال، مؤكدًا استشهاد 50 صحفيًّا فلسطينيًّا منذ عام 2000 وحتى اليوم، مُحذّرًا من خطورة مرور هذه الجريمة دون محاسبة، حيث طالب المؤسسات الحقوقية بتحقيق العدالة.
اقرأ أيضا: منتدى الإعلاميين يستهجن مشاركة الاحتلال بفحص أداة قتل أبو عاقلة
بدوره، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي، سلامة معروف: "نقف اليوم أمام معلم من معالم الجرائم التي نفّذها الاحتلال بحق المؤسسات الإعلامية، وأحد هذه المؤسسات مقر للوكالة الأمريكية، لنوصل رسالة رفض واعتراض على كل جرائم الاحتلال بحق الصحفيين"، مستدركًا بالقول: "إنّ كل جريمة ارتكبها الاحتلال يُشار فيها بأصبع الاتهام إلى الولايات المتحدة والتي شاركت سواء بالسلاح أو التغطية على الجريمة".
وفي كلمة له خلال المؤتمر، عدَّ "معروف" التقرير الأمريكي حول اغتيال أبو عاقلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي "تغطية مرفوضة لجريمة الاحتلال ومحاولة لتجميل وجهه القبيح"، مُحمّلًا المسؤولية والشراكة في جريمة اغتيال أبو عاقلة للولايات المتحدة.
وأضاف: "عندما يأتي الرئيس الأمريكي عليه أن يرى ويسمع طبيعة الجرائم التي قام بها الاحتلال والتي وفّر لها غطاءً يسمح بتنصل الاحتلال من المحاسبة عليها"، داعيًا مؤسسات حقوق الإنسان واتحادات الصحفيين إلى تحمل مسؤولياتها تجاه جرائم الاحتلال بحقّ الصحفيين في الأراضي الفلسطينية.
وتابع: "مطالبنا واضحة، نريد تشكيل لجنة تحقيق دولية بكلّ الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين، وإدخال معدات السلامة المهنية التي يمنع الاحتلال دخولها منذ ما يزيد عن 15 عامًا وراح بسبب ذلك عدد من الزملاء ضحايا لانتهاكات الاحتلال"، داعيًا اتحادات الصحفيين العرب إلى لفظ التطبيع الإعلامي وتجريم كل أشكاله.
أما التجمع الإعلامي الفلسطيني، فرأى أنّ "جرائم الاحتلال بحق الصحفيين تتواصل، وبعد مرور أكثر من شهرين على ارتكاب جريمة اغتيال أبو عاقلة هناك مزيدًا من محاولات تبرئة الاحتلال، وأنّ التماهي والانحياز أمريكي معه يؤكد أنه لا رهان على الإدارة الأمريكية ".
وعبّرت لينا الطويل المتحدثة باسم التجمع في كلمة تخلّلت المؤتمر الصحفي ذاته، عن مطالب التجمع بوقف الانحياز الأمريكي للاحتلال والتغطية على جرائمه، وعدم منحه فرصة للتغطية على هذه الجرائم، ومواصلة النشر في قضية أبو عاقلة حتى تحقيق العدالة لها"، مطالبة المؤسسات الحقوقية بالعمل على حماية الصحفيين الفلسطينيين أينما حلّوا.