قال الخبير في الشؤون العسكرية يوسف الشرقاوي: إن معركة "العصف المأكول" بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي تعد نقطة فارقة في تاريخ الصراع مع الاحتلال.
وأضاف الشرقاوي لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال الإسرائيلي أيقن بعد عدوان 2014 بأن المقاومة جادة في تصديها وإعدادها، وأن (إسرائيل) فشلت فشلاً ذريعاً أمام المقاومة".
وشدد على أن المقاومة جادة في إنجاز برنامج صمود على المدى البعيد، وجادة أيضا في إنتاج وتفعيل وتطوير منظومة الصواريخ التي تمتلكها.
ووافقت أمس، الذكرى الثامنة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي استمر 51 يومًا، وخلّف دمارًا كبيرًا وأوضاعًا إنسانية صعبة.
وأوضح الخبير في الشؤون العسكرية أنه بموازاة ذلك كان هناك سلاح مهم هو سلاح الأنفاق والعمليات التي قامت بها المقاومة خلف خطوط العدو، وهذا كان بارزاً في هذه المعركة، لافتاً إلى أن هذا السلاح "الأنفاق" أهم سمات حرب (العصف المأكول).
وتابع: "لكن الاحتلال الإسرائيلي لم يتراجع، واستمر في حصاره وعدوانه على قطاع غزة، لأن القطاع أصبح يشكل نواة للتحرير".
وعن كيفية إدارة المقاومة في غزة قال الشرقاوي: "المقاومة هي التي تدير المعارك من خلال الوقائع على الأرض، والمواجهة مع الاحتلال، وهي تتعلم من تجاربها".
وأضاف: "يجب أن تكون لدى المقاومة مفاجآت في أي معركة أو أي عدوان".
ولفت الشرقاوي إلى أن المقاومة إذا أرادت حسم أي معركة فعليها أن تستخدم عامل المفاجأة.
وأكد أن المقاومة حسَّنت مدى الصواريخ وقوتها التدميرية، إضافة إلى إدخالها تحسينات على منظومة الدفاع، المتمثلة في سلاح "الكورنيت".
وقال: "المقاومة فاجأت الاحتلال بتكتيكات جديدة، كالاشتباك من مسافة صفر، فضلًا عن عمليات الإنزال خلف الخطوط، وأيضا أدخلت تحسينات على إدارة الاتصالات والتنقل داخل الأنفاق".
وعن فرض المقاومة معادلات جديدة عد الشرقاوي "أن فرض المعادلات يكون عندما تقوم المقاومة بحماية جبهتها الداخلية بتهديد جبهة العدو الداخلية".
وقال: "كما نعلم فإن الجبهة الداخلية للعدو ضعيفة، وتمثل لدى قادة (إسرائيل) مصدر قلق وخوف، ويحسب الاحتلال ألف حساب للمقاومة إذا وصلت الأمور إلى تهديد حقيقي منها".