فلسطين أون لاين

تقرير تحليل: (إسرائيل) لا تراهن على المواجهة الطويلة مع المقاومة بغزة منذ 2014

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

رجّح مراقبان أنّ (إسرائيل) ورغم القدرات العسكرية والاستخبارية التي تملكها، لم تعد تراهن على المواجهة الطويلة مع المقاومة الفلسطينية، كواحدة من نتائج معركة العصف المأكول صيف سنة 2014.

وبرّر المراقبان ترجيحاتهما هذه بقدرة المقاومة على الصمود ومواصلتها قصف "تل أبيب" ومدن مركزية أخرى في الداخل المحتل طيلة 51 يومًا عدد أيام المعركة حينها.

وقال الخبير الأمني محمد لافي: "في المواجهة مع الاحتلال كان الأخير يُناور ويضغط بزيادة أيام العدوان وقصف البيوت والأبراج السكنية، وتوقّع أنّ هذا سيدفع المقاومة إلى التراجع، لكنها في 51 يومًا قصفت (تل أبيب)".

وأضاف لافي في تصريح لصحيفة "فلسطين": "في العدوان تعرّض قطاع غزة للقصف من البر والبحر والجو، ومحاولات للاجتياح البري من الشمال والشرق، لم يلقِ هذا بظلاله على المشهد الشعبي للفلسطينيين، بل زاد من وتيرة الروح المعنوية لأنّ المقاومة استطاعت أسر جنود، وأوصلت رسائل على صعيد البعد النفسي للجبهة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي".

حتى إنه على صعيد التفاوض مع الاحتلال، وحّدت المقاومة قيادة الفصائل الوطنية وقدّمتها في وفد موحد بالعاصمة المصرية القاهرة، وِفق لافي.

وأكد أنّ رسالة المقاومة وصلت لرئيس حكومة الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو، وقادة جيشه، بعد معركة العصف المأكول، وحصل لديها إرباك في إدارة المعركة، ولم يتمكن جيش الاحتلال من تحصيل أهدافهم من المقاومة والتي شنّوا لأجلها العدوان العسكري.

ورأى أنّ معركة سيف القدس إحدى نتائج نجاح المقاومة في معركة العصف المأكول، ولقد بادرت المقاومة في ضرب مواقع متقدمة في قلب الكيان وللقضية الوطنية الأولى، وهي القدس.

وأكد أنّ من نتائج معركة العصف المأكول، لم يعد جيش الاحتلال يجرؤ على التوغل برًّا في غزة بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها بغزة.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي خالد صادق: إنّ "جيش الاحتلال لم يتمكن من تحقيق إنجاز واحدٍ فقط، خلال 51 يومًا من العدوان، وخاصة ما يتعلق بهدفه الأساسي وهو وقف إطلاق الصواريخ من غزة تجاه الداخل المحتل.

وأضاف صادق لـ"فلسطين"، أنّ جيش الاحتلال لم يُحقّق شيئًا من أهدافه الخاصة بتدمير البُنية التحتية لفصائل المقاومة بغزة أمام إرادة شعبنا الفلسطيني وقدرة المقاومة على الصمود أمام العدوان.

ووِفق رأيه، كان الاحتلال يقصف عشوائيًّا ويستهدف المدنيين، لكنّ المقاومة أثبتت أنها قادرة على إيقاع خسائر في صفوفه وإطلاق الصواريخ تجاه المستوطنات ولقد أرسلت في معركة العصف المأكول معادلة "القصف بالقصف، والدم بالدم"، بدليل قدرتها على استهداف جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ نكبة 1948.

ولقد أثبتت المقاومة للجميع، بحسب صادق، أنّ الاحتلال الإسرائيلي كيان هش، منظومته العسكرية اهتزّت تمامًا أمام إرادة شعبنا ومقاومته، وقدرة المقاومة على قصف أهدافٍ في أوقات محددة ومُعلنة، كما فعلت القسام عندما أعلنت نيّتها قصف "تل أبيب" الساعة التاسعة من مساء أحد أيام المعركة.

وأكد أنّ عدة نتائج ترتّبت على معركة العصف المأكول، أبزرها؛ أنّ أيّ عدوان على غزة لن يكون سهلًا على جيش الاحتلال وسيتكبّد فيه خسائر فادحة، وأنّ الجبهة الإسرائيلية الداخلية أثبتت عدم قدرتها على تحمُّل ضربات المقاومة، ونتج عن ذلك المزيد من اللوم لحكومة نتنياهو آنذاك وكثير من الانتقادات لها نتيجة الشلل الذي أصاب الحياة في (إسرائيل) طيلة أيام المعركة.