يشهد تجمع منطقة "سيروب" للاجئين الفلسطينيين، شرقي مدينة صيدا، جنوبي لبنان، الذي يقطنه قرابة ثلاثة آلاف لاجئ، أزمة مياه حادّة، تتراوح بين الانقطاع التام والشحّ الحاد.
وأجبرت هذه الأزمة أهالي التجمع إلى شراء المياه من مدينة صيدا، ونقلها عبر الصهاريج إلى المنطقة.
وقال أحد وجهاء منطقة "سيروب"، فضل طه، إن "المنطقة باتت تشهد حركة نشطة، نهارًا وليلاً، للصهاريج التي تنقل المياه إلى التجمع عبر شاحنات صغيرة أُعِدَّت لهذه الغاية، الأمر الذي أثقل كاهل اللاجئين الفلسطينيين وأهالي المنطقة بشكل كبير".
وأوضح طه لـ "قدس برس" أن "كلفة نقل المياه تصل إلى أكثر من 200 ألف ليرة لبنانية، لكل ألف لتر مكعب، علمًا أن تلك الكلفة كانت لا تتعدى 30 ألفًا قبل الأزمة الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها لبنان".
وبيّن أن "سبب انقطاع المياه يعود إلى التقنين الحاد في التيار الكهربائي، حيث لا تتعدى مدة التغذية الكهربائية ساعة واحدة، إضافة إلى عدم تزويد شركة المياه اللبنانية لمحطة الآبار الموجودة بالمنطقة (بئرا مياه) بمادة المازوت (ديزل)، كي يتم تشغيلها ونقل المياه بالشكل المعتاد".
وأشار طه إلى أن "أهالي المنطقة قاموا بتشكيل لجنة متابعة للقضية، ضمّت فلسطينيين ولبنانيين، جالوا على عدد من الشخصيات والقوى الفلسطينية واللبنانية والبلديات، من أجل إيجاد حل للمشكلة".
وأضاف أن اللجنة "أطلقت مبادرة لإنشاء محطة طاقة شمسية لتشغيل آبار المياه، لكنها ما زالت بانتظار إيجاد متبرعين".
وطالب طه شركة المياه اللبنانية بـ "تحمّل مسؤولياتها المتمثلة في تأمين المازوت لتوفير ضخ المياه للمنطقة إسوةً ببقية المناطق".
ودعا وكالة "أونروا" إلى "أخذ دورها في رفع المعاناة عن أهلنا وشعبنا الفلسطيني المقيمين في المنطقة، نظراً لوجود أعداد كبيرة تقطنها".
ويعيش 174 ألفا و422 لاجئا فلسطينيا، في 12 مخيما و156 تجمعًا، بمحافظات لبنان الخمس، بحسب أرقام لإدارة الإحصاء المركزي اللبناني لعام 2017