"أيام قليلة ويدخل علينا عيد الأضحى المبارك، ولا يزال جهاز المخابرات يختطف ابني".. بهذه الكلمات بدأ الحاج إحسان خصيب، والد المعتقل السياسي المحامي أحمد، الحديث عما تمرُّ به عائلته بسبب استمرار اعتقاله.
وخصيب أحد المعتقلين السياسيين الذين تُواصل أجهزة أمن السلطة اعتقالهم على خلفيات تتعلق بحرية الرأي والتعبير، وكتابة منشورات معارضة للسلطة عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، وانتمائهم السياسي.
ويوضح خصيب في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنّ أجهزة أمن السلطة اعتقلت ابنه المحامي قبل 25 يومًا بعد خروجه من صلاة الفجر، وأنه لا يوجد أيّ دليل على التهم الموجهة إليه، كما لم تثبت إدانته، ورغم ذلك مددت المحكمة اعتقاله 15 يومًا.
ويُضيف أنّ ابنه لا يزال يقبع في سجن مخابرات السلطة في أريحا على تهم باطلة، دون أيّ مُسوّغ قانوني "للأسف سيدخل علينا عيد الأضحى وهو داخل السجن".
ويتابع: "نمرُّ بمأساة حقيقية من جرّاء استمرار اعتقال أجهزة أمن السلطة ابني أحمد المعروف بحسن أخلاقه ووطنيته، إذ كان يقضى أيام شهر رمضان المبارك في باحات المسجد الأقصى".
وبحسرة وغضب يبدي خصيب استغرابه من تجديد قاضي المحكمة اعتقال ابنه الذي سيُرزق في الأيام القادمة بمولوده الأول، مردفًا: "زوجته خلال أيام ستذهب إلى المستشفى للولادة، وسيحلّ العيد قريبًا، وزوجها يمكث في السجن، كيف يمكن لنا أن نستوعب استمرار غيابه لأسباب لا نعرفها ودون جريمة ارتكبها أو مخالفته القانون؟".
وإلى جانب عائلة خصيب، تعيش عائلة المعتقل السياسي أيمن العمارنة حالة الحزن ذاتها بسبب مواصلة أجهزة أمن السلطة اعتقال ابنها منذ شهر دون تهم واضحة أو قانونية.
وتقول إسلام العمارنة شقيقة أيمن: "العائلة تنتظر الإفراج عنه بفارغ الصبر، خاصة في هذه الأيام الفضيلة ومع قرب حلول عيد الأضحى، لكنّ السلطة تواصل المماطلة في قضيته وترفض الإفراج عنه".
وتضيف لـ"فلسطين": "أكثر ما يحزننا في استمرار اعتقال شقيقي هو أطفاله الذين لا يتوقّفون عن السؤال عنه ومعرفة متى سيتم الإفراج عنه، ظانّين أنه معتقل في سجون الاحتلال"، متسائلة: "هل يمكن لضابط أمن أن يتخيّل قدوم عيد الأضحى دون وجوده بين عائلته وأطفاله؟، شقيقي وأبناؤه يعيشون الآن شعور الفقد بعد اختطافه من الشارع والزجّ به في السجن".
وتُوضّح أنّ شقيقها أيمن يحمل درجة بكالوريوس في الكيمياء من جامعة بيت لحم، وماجستير صناعات دوائية من جامعة القدس أبو ديس، ويعمل أستاذًا في المدارس الحكومية، وبمصنع الأدوية في بيت جالا.
ولم يكن الحال أفضل في بيت عائلة وهدان برام الله، بعد اختطاف أجهزة أمن السلطة الشقيقين جهد وسعد من قرية رنتيس بسيارة تحمل لوحات إسرائيلية.
وتعيش عائلة وهدان حالة من الخوف والترقب الشديدَين على ابنَيها، خاصة أنها لم تتمكن من زيارتهما منذ لحظة اختطافهما قبل 21 يومًا، أو تعرف الحالة الصحية لهما، خاصة أنّ أجهزة أمن السلطة معروفة في أساليب التعذيب الوحشية التي تمارسها.
وقال والد المعتقَلَين لـ"فلسطين": "يقترب عيد الأضحى ولا يزال ابنَينا في سجون السلطة لا نعرف عنهما شيئًا، لكلٍّ منهما أطفال وعائلة يريدون قضاء العيد معهما، ولا يوجد أيّ تهم تستدعي استمرار اعتقالهما لأكثر من 20 يومًا".