فلسطين أون لاين

تصاعدت في الآونة الأخيرة

التنكيل بالأموات وجنازاتهم.. جريمة إسرائيلية مكتملة الأركان

...
اعتداء الاحتلال على جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة - أرشيف
الخليل-غزة/ أدهم الشريف:

لم يعد جيش الاحتلال الإسرائيلي يكتفي بإعدام واغتيال أبناء الشعب الفلسطيني، بل إن إجرامه وصل إلى حد ملاحقة جنازات الشهداء والوفيات، كما حصل أول من أمس في جنازة المسنة نايفة الطوس من بلدة بيت أمر شمالي محافظة الخليل الواقعة جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

ولم يكن هذا المشهد الوحيد من نوعه، إذ تكرر في جنازات عدد من الشهداء، بينهم وليد الشريف، والصحفية غفران وراسنة من الخليل، ومراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة في القدس المحتلة، وجميعهم قضوا برصاص الاحتلال.

لكن الأغرب من ذلك كان اعتداء الاحتلال على جنازة المسنة الطوس التي توفيت وهي في السبعينيات من عمرها، بعد معاناة كبيرة كابدتها في حياتها.

وروى الناشط والمصور الصحفي محمد عياد تفاصيل اعتراض قوات الاحتلال جنازة المتوفاة الطوس، والاعتداء على المشيعين.

وأوضح عياد لصحيفة "فلسطين" أنه خلال محاولة المشيعين المرور عبر المدخل الرئيس لبلدة بيت أمر اعترض جنود الاحتلال الموجودون عند البرج العسكري هناك طريق الجنازة، وحاولوا منعها من المرور.

وبيَّن أن المتوفاة هي شقيقة الأسير في سجون الاحتلال محمد الطوس، الذي يقضي حكمًا بالسجن المؤبد مدى الحياة منذ اعتقاله سنة 1985، بذريعة مقاومة الاحتلال.

وذكر أن المتوفاة عانت كثيرًا في حياتها، إذ إنها أرملة، ولها نجلان، أحدهما مقعد لا يقدر على الحركة إلا بمساعدة أحد، في إثر إصابته بحادث، وآخر مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.

ونبَّه إلى أن قوات الاحتلال بدأت، مؤخرًا، تعترض الجنازات التي تمر عبر المدخل الرئيس لبيت أمر، وحاولت إجبار المشيعين على المرور بطرق أخرى نظرًا لأن المدخل الأساسي يمر قرب مستوطنة يتنقل خلالها المستوطنون بين المستوطنات المنتشرة في جنوب الضفة الغربية المحتلة.

وهذا ما لم يرق للمواطنين الفلسطينيين، الذين أصروا على العبور وعلى أكتافهم جثمان الفقيدة إلى مثواها الأخير في المقبرة القريبة من بيت أمر.

ورأى عياد في اعتراض جنازات الشهداء والوفيات الفلسطينيين، محاولة من الاحتلال لفرض "السيادة" المزعومة على المواطنين في الأراضي المحتلة، ويقابل ذلك إصرارٌ يعكس رسالة المواطنين بأن "الأرض أرضنا، ولن يجبرنا أحد على المرور بطرق لا نريد العبور فيها".

وأكد أن دوافع الاحتلال لمنع مرور الجنازات عبر مدخل بيت أمر بزعم الاحتكاك بالمستوطنين والاشتباك معهم مرفوض تمامًا، وسيقابله إصرار من المواطنين الذين يتفهمون أن هذا الأمر يعكس السيادة على الأرض.

ولفت عياد إلى مخاوف أهالي بلدة بيت أمر من مساعي الاحتلال لإغلاق المدخل الرئيس للبلدة إذا نجح في منع عبور الجنازات والفعاليات الفلسطينية.

"إهانة الأموات والأحياء"

وبينما أكد الناشط الحقوقي هشام الشرباتي، تكرار مشهد اعتداء قوات الاحتلال على الجنازات الفلسطينية، عدَّ أن هذا النوع من العدوان "يعكس استخفاف الاحتلال بمشاعر الفلسطينيين".

وقال الشرباتي لصحيفة "فلسطين": "عندما نتحدث عن جنازة فإن الأمر يتعلق بأمر إنساني، ولا يرتبط بعمل مقاوم أو نشاط مناوئ للاحتلال، بل إن الأمر لا يتعدى جنازة مسنة متوفاة".

ورفض مبررات الاحتلال ودوافعه للاعتداء على المشيعين في جنازة شيرين أبو عاقلة، 13 مايو/ أيار الماضي، بزعم رفع العلم الفلسطيني في القدس المحتلة، وكذلك في جنازة الصحفية غفران وراسنة التي لم يكن فيها أي أعلام.

وعدَّ اعتداء جنود الاحتلال على جنازات الشهداء والوفيات انتهاكا لمشاعر المواطنين وكرامتهم.

وأكمل: "أفعال الاحتلال هذه تثبت إجرامه بحق المواطنين الفلسطينيين، واستهداف الجنازات ظاهرة جديدة تشير إلى إمعان الاحتلال وزيادة غطرسته واستهدافه بدافع إهانة الأموات والأحياء من أبناء الشعب الفلسطيني والمسّ بكرامتهم، ونشر الإحباط ودفعهم إلى ترك البلاد، وكأنه يقول لهم: لا مكان لكم هنا أحياءً أو أمواتًا، ولا فرصة لكم هنا للعيش أو الموت أيضًا".

وقوبل اعتراض جنازة المتوفاة الطوس بردودٍ مناوئة للاحتلال على مواقع التواصل الاجتماعي، رفضت بشدة جريمته هذه، وأكدت ضرورة التصدي لانتهاكاته.