قائمة الموقع

الحبس المنزلي.. عقاب إسرائيلي للأسر الفلسطينية

2022-07-02T09:05:00+03:00
الحبس المنزلي للأطفال المقدسيين - أرشيف

لا تترك سلطات الاحتلال وسيلة عسكرية أو اقتصادية أو اجتماعية للتنغيص على الشعب الفلسطيني في حياته المعيشية، إلا وتمعنت في استخدامها ضده.

ومن ضمن هذه الوسائل، فرض عقوبة (الحبس المنزلي) على الأطفال والشباب، لتجعل سلطات الاحتلال "من الأهالي سجانين على أطفالهم".

و "الحبس المنزلي" هو احتجاز الشخص داخل البيت طوال المدة التي تبحث فيها محكمة الاحتلال في ملفه إلى حين انتهاء الإجراءات القضائية بحقه وإصدار المحكمة حكمها في قضيته.

وهناك نوعان منه، الأول يلزم الشخص سواء أكان طفلًا أم فتاة، رجلًا أم امرأة، البقاءَ في بيته، وعدم الخروج منه مطلقا طوال الفترة المحددة، والنوع الثاني هو فرض "الحبس المنزلي" على الشخص في بيت أحد الأقارب أو الأصدقاء بعيدًا عن بيت العائلة ومنطقة سكناه الأمر الذي يشتت العائلة ويزيد من حالة القلق لديها.

عقوبات متعددة

وقد تصل مدة الحبس، لأيام أو لأسابيع أو لأشهر أو عام أو أكثر، ولا تحتسب هذه الفترة من الحكم الفعلي الذي يصدر لاحقًا بحق الطفل، وفق رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب.

وأكد أبو عصب لصحيفة "فلسطين" ارتفاع وتيرة الحبس المنزلي الذي تنتهجه سلطات الاحتلال منذ أعوام بحق المقدسيين، لافتا إلى أن الأطفال المقدسيين ممن هم دون سن الـ14 عاما، "أكثر الفئات عرضة للحبس المنزلي".

ونبه إلى أن سلطات الاحتلال تفرض شروطًا مجحفة على عائلة الطفل المحتجز، كمنعه من الخروج من المنزل إلى مناطق محددة وفترة زمنية محددة، وبكفالة الأب أو الأم أو الجد، ويتم ذلك بعد إيداع مبلغ كبير من المال يوضع في صندوق المحكمة من أجل تأكيد شروط الاعتقال والتزامه.

ويرسل الاحتلال بين الفينة والأخرى، والقول لأبو عصب، عناصر من شرطته في أوقات غير محددة؛ للتأكد من وجود الطفل ووكيله بالمنزل، مضيفا: "إن لم يوجد الأخير يُعتقَل، ويُغرَّم بمبلغ مالي كبير".

وتابع: "بعد أيام يحاول الطفل ولشعوره بالملل الخروج من المنزل، لكن يصد برفض الأهل خشية من اعتقاله أو تغريمهم مبلغًا ماليًّا كبيرًا"، لافتا إلى أن تكرار تلك المحاولات تظهر أعراضًا عدوانية عند الأطفال، فبعضهم "حاول الانتحار وآخرون حطموا أثاث المنزل واعتدوا على أفراد الأسرة".

وبين أن فترة الحبس المنزلي قد تكون بضعة أيام أو أسابيع أو أشهر وربما تمتد لسنوات.

ودعا رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، الأهالي إلى عدم القبول بالحبس المنزلي، خاتما: "يعتقد الأهالي أن الحبس المنزلي يجنبهم الكثير من المصاعب، لكن لا يعلمون أن الأمر سينعكس عليهم سلبيا".

توتير العلاقة

ووفقا لمدير مركز معلومات وادي حلوة في سلوان جواد صيام، فإن سلطات الاحتلال أصدرت أزيد من 500 قرار بالحبس المنزلي منذ بداية العام الجاري، كانت غالبيتها بحق الأطفال المقدسيين.

ووصف صيام في حديثه لصحيفة "فلسطين"، الحبس المنزلي بأنه "من أسوأ أدوات العقاب" التي يستخدمها الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ويجعل من الآباء والأمهات سجانين ومراقبين لأبنائهم ويمنعونهم من الخروج من المنزل، الأمر الذي يؤدي لتوتر العلاقة بين الطفل وأهله، ويخلق العديد من المشاكل النفسية والاجتماعية لدى الشخص وأسرته.

وأوضح أن الهدف الإسرائيلي من "الحبس المنزلي" هو تدمير الحالة الاجتماعية للشعب الفلسطيني، مضيفا: "وهو من أخطر أنواع العقاب ووسيلة لهدم الأسرة عدا عن أنه يشكل عقوبة جماعية للأسرة التي تضطر لأن تَبقى في حالة استنفار دائم لحماية ابنها من خطر تبعات تجاوز الشروط المفروضة عليه".

ونظرًا لصعوبة وخطورة الحبس المنزلي، نبه صيام إلى أن العديد من الأطفال والشباب سلموا أنفسهم إلى الاحتلال لاستكمال إجراءات محاكمتهم، عازيا في الوقت ذلك هذه الخطوة إلى ظهور أعراض عدوانية على سلوكهم وخاصة الأطفال الذين ظهرت عليهم العزلة وتساقط الشعر واضطراب العلاقة مع الأهل.

اخبار ذات صلة