غزة الأعلى فقرا وبطالة في العالم. هذا ما تقوله الأمم المتحدة، في تقرير لمنظمة ( أوتشا) فريق مكتب تنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث جاء في التقرير ما نصه:
" الوضع في قطاع غزة يمكن وصفه بالكارثي بعد ١٥ عاما من حصار الاحتلال الإسرائيلي للقطاع برا وبحرا وجوا، مما رفع نسبة الفقر والبطالة ليكون الأعلى في العالم، ودمرّ الاقتصاد الفلسطيني، وسحق شريحة واسعة من الفلسطينيين، وحولهم إلى الاعتماد على المساعدات الدولية بنسبة تزيد عن ٥٠٪ . ويثير الحصار الإسرائيلي القلق إزاء العقوبات الجماعية وانتهاكات الاحتلال لتعهداته بموجب القانون الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وينبغي رفع الحصار عن غزة بالكامل رفقا لقرار مجلس الأمن ١٨٦٠".
الأمم المتحدها بمنظماتها المختلفة لا تتعامل مع (إسرائيل) كدولة محتلة كما تتعامل مع الدول المحتلة الأخرى؟!. فهي لا تعامل الاحتلال الإسرائيلي معاملة الاحتلال الروسي مثلا لجزء من أوكرانيا. وحال الأمم المتحدة في ذلك كحال الدول الغربية واميركا وهي الدول المؤسسة أصلا للأم المتحدة. في مجلس الأمن ثمة قرار برفع الحصار بالكامل عن قطاع غزة، مرّ على القرار خسمة عشر عاما ولم تنفذ دولة الاحتلال القرار، وفي المقابل لم يفعل مجلس الأمن شيئا مع دولة محتلة لا تلتزم بقراراته، لأن هذه الدولة فوق مجلس الأمن ، والقرار، لكونها تحت الحماية الأميركية والغربية.
لاحظ نحن لا نتكلم هنا عن قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة الخاصة بإنهاء الاحتلال، وبحق عودة اللاجئين، وبحق الفلسطينيبن في دولة ذات سيادة. وهذه القضايا فيها قرارت دولية لم تلتزم ( إسرائيل) بتنفيذها. نحن لا نتكلم عن هذه القرارات الكبيرة، نحن نتكلم عن قرار رفع الحصار عن غزة، وهو قرار صغير قياسا بغيره، وهو قرار إنساني وليس قرارا سياسيا، ومع ذلك لا تنفذ دولة الاحتلال الصهيوني أيا من هذه القرارات، لا السياسي منها ولا الإنساني، والمؤسف أن يقف دور مجلس الأمن ومنظمات الأمم المتحدة عند الدور الورقي، أعني إصدار التقارير الورقية الشارحة للحالة؟!
إنه إذا عجزت المنظمة الدولية عن تجاوز التقارير الورقية إلى نواح عملية مفيدة، فإن على الفلسطيني أن يستفيد من هذه التقارير في تشريع أعماله، وأن يتجاوزها بالقيام بأعمال تعطي هذه التقارير روحا ومعنى. رحبت فصائل المقاومة بتقرير أوتشا، ولكن يجدر ألا ينتهي الموقف من التقرير عند الترحيب، بل يجب توظيف التقرير في أعمال مقاومة ضد الحصار.