"خمس سنوات هي التي عشتها معه، وبعدها اعتقله الاحتلال، وأمضى في سجونه 17 عامًا، وحُرر، ثم أعيد اعتقاله من جديد".. بهذه الكلمات تحدثت أم زيد، زوجة الأسير إبراهيم شلش أحد محرري صفقة "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم، عن تجربتها المريرة في قضية اعتقال زوجها.
وشلش واحد من قرابة 70 أسيرًا من محرري الصفقة المعاد اعتقالهم عام 2014، حيث أعاد الاحتلال اعتقالهم وأرجع إليهم أحكامهم السابقة، وأفرج عن جزء آخر بعد انتهاء مدد محكومياتهم.
وتواصل سلطات الاحتلال منذ ثمانية أعوام اعتقال عدد من محرري صفقة "وفاء الأحرار" تعسفيا، وهو ما يعد خرقا خطيرا لبنود الصفقة، ومخالفة لاتفاقيات جنيف، وهو ما يتطلب من الضمانات الدولية لصفقة التبادل التدخل لوقف الانتهاك الإسرائيلي.
تقول أم زيد في حديثها لصحيفة "فلسطين": "في سبتمبر 1995 اعتقلت قوات الاحتلال زوجي، وفي حينها كنت في المستشفى لإجراء عملية ولادة للتوأمين مالك ومصعب".
وتضيف: "بعد اعتقال زوجي صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد و35 عامًا بتهمة العضوية في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، ومكث في السجون 17 عامًا، كنا نعدها بالشهر والأسبوع واليوم".
وتعد أم زيد إعادة اعتقال الاحتلال زوجها من جديد من أصعب فترات حياتها، وأقسى من السنوات الـ17 التي قضاها في السجون خلال فترة اعتقاله الأولى.
وأضافت أن "فترة اعتقاله الثانية كانت صعبة لنا ولأبنائه الذين افتقدوا والدهم في مراحل مهمة من حياتهم، كان أكثرها صعوبة وألما حين تم تزويج ابني البكر زيد".
وأوضحت أنه خلال سجنه في فترة الاعتقال الأولى كان أبناؤهم صغارا، لم يروه أو يعيشوا معه، لكن بعد تحرره في صفقة "وفاء الأحرار" عاش بينهم فترة قصيرة وعرفوه جيدًا، لكن سرعان ما تم تغييبه مجددا عنهم، ما تسبب بخيبة أمل كبيرة لهم.
وتشير إلى أن زوجها الذي لم تزره منذ قرابة العامين في سجون الاحتلال، يعيش بمعنويات عالية، ولديه أمل بتحريره من جديد، والعيش برفقة أبنائه وأحفاده.
وسبق أن حاول الأسير "شلش" عام 1998 تحرير نفسه من سجن "شطة" برفقة عدد من الأسرى من خلال حفر نفق أرضي من داخل الزنزانة إلى خارج السجن، ونجحوا في ذلك، لكن أعيد اعتقالهم.