فلسطين أون لاين

"دميتي من قماش".. موهبة ينسجها زوجان في بالخليل

...
دمى قماشية
الخليل-غزة/ مريم الشوبكي:

بعدما رسمت سهيلة التميمي تفاصيل وجه الدمية على القماش، بدأت تحشوها بالقطن، ومن ثم جلست لتحيكها على ماكينة خياطة ورثتها عن حماتها، في حين يجلس مقابلها زوجها يساعدها في كل خطوة تقوم بها ويتبادلان الأفكار والتصاميم ليخرجا دمى جذابة عالية الجودة.

دخول سهيلة وزوجها اللذان يسكنان مدينة الخليل إلى عالم تصنيع الدمى بدأ حينما شاهدها طفلها وهي تحمل قطعة فرو وطلب منها أن تصنع منها دمية دب، ولكنها صنعت عروسًا منها، فالتقطت صورة للدمية وعرضتها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لتفاجأ بكم طلبات هائل من معارفها يطلبون صنع دمى مماثلة، فكانت نواة مشروعهما "دميتي من القماش".

الأشغال اليدوية قاسم مشترك بين سهيلة وزوجها، حيث كانا يقضيان وقت فراغمها قبل إتقان تصنيع الدمى في صناعة السلال من سعف النخيل وتشكيل الورد الصناعي وغيرها.

لم يكن لدى سهيلة أدنى فكرة عن صناعة الدمى، فوجدت بمنصة "يوتيوب" ملاذًا للتعلم والمحاكاة، فتوالت تجاربها برفقة زوجها لصناعة بعض الدمى، وغسلها وتعريضها لدرجة حرارة معينة لقياس مدى جودتها، ومتانتها، وهكذا حتى احترفت صناعتها بالكامل.

تقول التميمي لـ"فلسطين": "شجعني زوجي على قبول طلبات الأصدقاء، ويدًا بيد استطعنا تصنيع كل طلبية، بعضهن طلبن مني أن أصنع دمى تشبه ملامح أطفالهم، فاستفدت من موهبتي في الرسم".

تضيف: "في البداية كنت أحيك الدمية بيدي من ألفها ليائها، إلى أن اقترح زوجي استخدام ماكينة الخياطة القديمة لأمه التي توفاه الله، وبحكم ارتباطه بوالدته كان يتقن أصول الحياكة وهو من علمني طريقة استخدام الماكينة".

وتحرص التميمي على شراء أقمشة ذات جودة عالية وذات ألوان ثابتة تتحمل درجات حرارة عالية تصل إلى 40 درجة مئوية، وخيوط تطريز متينة لا تنقطع بسهولة رغم تكرار عمليات الغسيل.

وتبين أن الإقبال على دمى القماش لا يتوقف على الأمهات فقط من أجل لعب أطفالهم، فهناك أيضًا فنانو المسرح، والروضات، والحضانات، والمعلمات أيضًا، وبعض السيدات يطلبن صناعة دمى بملامح شخصيات مشهورة لأغراض الزينة.

وتوضح التميمي أن أشكال الدمى وأحجامها تختلف بناء على طلب الزبون، "فحينما يطلب ملامح واضحة تشبه بناتهم أو شخصية كرتونية أو دمى بزيّ تراثي فلسطيني، أو حقيقية، أرسم الملامح بألوان خاصة بالقماش، وبعضها أطرز الملامح بخيوط لتصل إلى شكل قريب مما طلبنه".

وتقضي سهيلة وزوجها في صناعة الدمية الواحدة بين أربعة أيام إلى ثلاثة أسابيع بناء على حجمها وتفاصيل هيكلها، كان آخرها دمية بمقاس متر واحد وهي أكبر دمية صنعتها حتى اليوم وقضت فيها ثلاثة أسابيع.

وتذكر التميمي أن أسعار الدمى تبدأ من 35 شيقلًا حتى 200 شيقل، وتخضع لعدة اعتبارات وتنافس جودتها الدمى المستوردة.

وعن الصعوبات والمعوقات التي اصطدمت بها ولا تزال تواجهها، تشير إلى أنها تجد صعوبة في توفير المواد الخام اللازمة لصناعة الدمى، بالإضافة إلى غلاء أسعارها في الأسواق المحلية، وتقول إنها تضطر لاستيراد بعض ألوان الأقمشة من الخارج بطريقة شخصية.

وتطمح التميمي لتوسعة عملها في صناعة الدمى القماشية، بتأسيس مشغل خاص وتشغيل العديد من الأيدي العامة وافتتاح معرض لمنتجاتها.

وتختم بنصيحة لكل رجل وامرأة: "لا تهملوا مواهبكم والقدرات التي تمتلكونها، اعملوا على تنميتها حتى لو فشلتم مرة وأخرى، لا تستسلموا للفشل بل تمسكوا بحلمكم، وستنجحون في نهاية المطاف".