سلم أبناء الأسرى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أطول رسالة تضامنية؛ يبلغ طولها 100 متر، للفت الأنظار إلى معاناة آبائهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي والمخاطر التي يتعرضون لها، والمطالبة بالعمل الجاد للإفراج عنهم.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته جمعية واعد للأسرى والمحررين أمام مقر "الصليب الأحمر" في غزة، بمشاركة مواطنين ومحررين ومؤسسات تعنى بحقوق الأسرى.

وقال الطفل عبد الرحمن مرتجى نجل الأسير محمد مرتجى، في كلمة خلال الوقفة: "نحن أبناء الأسرى جئناكم اليوم بطريقة جديدة غير معهودة، ربما لأننا نشك في أن صوتنا لم يسمع، أو أن رسائلنا السابقة لم تُقرأ".

وأضاف: "نقول للاحتلال كفى قهرا، كفى ألما، كفى تنكيلا، كفى تعذيبا، كفى اضطهادًا، كفى نازية، كفى سادية، كفى قتلا، كفى سفكا للدماء، كفى للاعتقال الإداري، كفى لاعتقال الأطفال، كفى لاعتقال النساء، كفى لمنع العلاج والدواء عن المرضى، كفى للعزل الانفرادي، كفى للمنع من الزيارات، كفى لـ42 عاما يمضيها نائل البرغوثي؛ أقدم أسير فلسطيني، كفى سجنًا، كفى اعتقالا"، مردفا "كفى صمتا مقابل كل ذلك".

وتساءل: "إلى متى هذه السياسة الإسرائيلية تجاه آبائنا وأمهاتنا الأسرى والأسيرات، إلى متى هذا الصمت الدولي المطبق تجاه هذا الظلم المركب الواقع علينا؟"، مشيرا إلى أن "كل الذي نعرفه أننا من بني البشر، وأن لنا الحق في الحياة بحرية، واحتضان آبائنا وتقبيلهم مع كل إشراقة صباح، والذهاب معهم إلى مدارسنا وحدائقنا".

وتابع: "لنا الحق رغم الأسلاك الشائكة في الذهاب لزيارتهم ورؤيتهم دون حواجز زجاجية وموانع بلاستيكية، والتحدث معهم دون سماعات هاتف مهترئة عمدا وإصرارا للتنغيص علينا ولقتل ما تبقى لدينا من روح وحياة وحلم وأمل"، مؤكدا أن هذه الرسالة تأتي على أمل بتحرك حقيقي "كلنا أمل برد شافٍ من الصليب الأحمر، والانتصار مرة واحدة وإلى الأبد لحقوق الإنسان ولقيم العدالة والإنسانية والمساواة".

وأردف: "في هذه الرسالة نعرض لحضراتكم صورا شتى للجرائم المركبة الحية التي تمارس بحق أسرانا وأسيراتنا في السجون، آملين أن تجد هذه الكلمات فسحة من وقتكم لقراءتها والتفكر في مدلولاتها. لا نحلم إلا بحياة نحتضن فيها آباءنا بلا أسوار وبلا أسلاك شائكة وبلا قيود".

وعلى هامش الفعالية، أكد مدير جمعية واعد عبد الله قنديل أن تسليم أطول رسالة إلى مؤسسة دولية، يهدف للفت أنظار المؤسسات الدولية لما يحدث وما يمارس بحق الأسرى داخل سجون الاحتلال.

وأوضح قنديل لصحيفة "فلسطين" أن عشرات ومئات الرسائل وجهت سابقا لمؤسسات دولية وحقوقية دون أدنى استجابة، لكن نأمل هذه المرة أن تصل رسالة أبناء الأسرى، مطالبا "الصليب الأحمر" بالقيام بدورها تجاه معاناة الأسرى وظروف اعتقالهم واحتجازهم.

من جهة ثانية، جدد ذوو الأسرى والمتضامنون معهم مطالباتهم للمؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ حياة الأسرى المرضى والمضربين عن الطعام الذين يخوضون معركة "الأمعاء الخاوية" رفضا لسياسة الاعتقال الإداري بحقهم.

وطالب هؤلاء خلال وقفتهم الأسبوعية أمام مكتب "الصليب الأحمر" بطولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة، بمساندة الأسرى والوقوف إلى جانبهم في هذه المرحلة التي يخوض فيها بعضهم إضرابا عن الطعام وعلى رأسهم الأسير رائد ريان المضرب منذ 84 يوما تواليا، مشددين على ضرورة توسيع الحراك الشعبي ودعم صمود الأسرى في معركة "الأمعاء الخاوية".

وأعربوا عن تضامنهم وإسنادهم للأسير خليل عواودة، الذي أصدر الاحتلال أمرا بتجديد اعتقاله الإداري 4 أشهر أخرى، رغم خطورة وضعه الصحي وبعد تعليق إضرابه عن الطعام، وكذلك للأسرى المرضى خاصة فؤاد الشوبكي وناصر أبو حميد ومعتصم رداد وموسى صوفان، الذين يقبعون بمستشفى سجن الرملة في ظروف صعبة وسيئة.