فلسطين أون لاين

بالصور جنان العيلة تلتمس البهجة بفن "الماندالا" و"الدودل"

...
جنان العيلة
غزة/ هدى الدلو:

لم تتوقع يومًا أن تقودها الأيام بعد تخرجها لاكتشاف موهبتها الفنية وتصبح فنانة، ولكنها الصدفة هي من قادتها، ففي إحدى المرات كانت تجلس على مكتبها شاردة الذهن تعيد رسمة وضعها أمامها، لتتفاجأ بدرجة إتقانها، فالتمست البهجة بألوان فن الماندالا والدودل على الألواح الخشبية.

جنان العيلة (31 عامًا)، خريجة بكالوريوس إدارة تكنولوجية، عادت تبحث في موهبتها وتبحث في المواقع الإلكترونية عن فنون الرسم وبالأخص فن الماندالا، حاولت تقليد ما هو موجود ثم عملت على تطوير موهبتها لكي تصل في تحقيق شغفها في الفن الذي اختارت الإبداع فيه.

تقول لصحيفة "فلسطين": "بعد أن طبّقت فن الماندالا على الورق والإسكتشات بالحبر أخذت أعمل تصميمات له بألوان الخشب والشمع المخصّص لهذا النوع من الفن، وانقطعت وعُدت له مجددًا قبل عامين لأختار رسمه على ألواح من الخشب".

جنان العيلة (3).jpeg
 

وطبيعة الشخصية الفنية لـ"جنان" تشدُّها للأشكال الفنية المعقّدة وتجذبها، "فالأفكار والنقوش والألوان يتم اختيارها على حسب الرسمة والشخص، وتعتمد على التدرج في الألوان ولا يوجد كتالوج معين لذلك".

و"الماندالا" هو أحد الفنون الهندية القديمة، ويعرف بأنه فن البهجة، ويعتمد في تصميمه على الدوائر والأشكال الهندسية، إذ يقوم على تصميم نمط ونقوش متوازنة بصريًّا تتركز في المركز.

وتعني كلمة "ماندالا" في اللغة "السنسكريتية" الدائرة أو القرص، والشائع الآن أنّ "ماندالا" أصبحت مصطلحًا عامًّا لأيّ تخطيط، جدول أو نمط هندسي، الذي يقدم الكون عن طريق "الميتافيزيقيا" أو "الرموز".

وسمي بفن الدائرة، ذلك لأنّ الدائرة تتكرر فيها الدوائر والأشكال الهندسية المختلفة، وكلما تعمّق الرسام في دائرته وصل إلى تركيز وهدوء داخلي عميق، حتى إنك لتحس بجاذبية قوية بين الرسام ودائرته، تجذب عينيه وقلبه وفكره وتركيزه.

أما تسميته بفنّ البهجة، فلأنه يُدخل السرور والفرح إلى النفس، لذلك فهو يُعدُّ أحد الفنون التي ثبت علميًّا دورها الإيجابي في معالجة التوتر الناتج عن ضغوطات الحياة.

أما فنّ الدودل فهو عبارة عن رسومات بسيطة يمكن أن يكون لها معنى تمثيلي ملموس أو قد تكون مجرد خطوط عشوائية فقط.

مرهق وماتع

واختارت جنان الألواح الخشبية لتنفيذ رسوماتها بهذا النوع من الفن لكونه يتميز عن الورق ببقاء الطلاء عليه لفترات طويلة، ولكنها تحاول عدم التقيد بشيء معين بالعمل على تطوير أفكارها وألوانها ونقوشاتها الخاصة باللوحات والصواني والمرايا والكوسترات لتتسم بالإبداع وصنع لوحات فنية مليئة بالألوان من الخشب.

جنان العيلة (4).jpeg
 

وعملت جنان على تطوير موهبتها من خلال الممارسة الدورية للفن والمشاركة في المعارض المحلية للترويج لأعمالها ولتعريف الناس بهذا النوع من الفن. 

وترى هذا النوع من الفن مرهقًا ومتعبًا، لكن يستحق التجربة والاستمرار لكون فن الماندالا فنًّا جديدًا يُصمّم باستخدام الريشة والقلم ومحدد الألوان، فهو يقدم لوحات بمنظور فنٍّ بصري جديد، ويعطي قدرة على الصبر والتأمل والهدوء.

وتمرّ اللوحة الفنية بمراحل عدة على يد جنان، حيث قصّ الخشب بأحجام مختلفة وفق استخدام اللوحة، يتلوها طلاء الأرضية باللون الأسود، ثم يبدأ استخدام المسطرة والمنقلة والفرجار، لتخرج لوحة فنية بمنتهى الدقة، وتحظى بإعجاب كلّ من يراها.

وتشير العيلة إلى أنّ هذا النوع من الفن يحتاج إلى دقة في العمل وصبر، حيث إنّ اللوحة الواحدة تحتاج منها مدة ثمانية أيام لإنجازها، بمعدل سبع ساعات عمل يوميًّا.

وتتخذ من مواقع التواصل الاجتماعي منصات للترويج لأعمالها ولوحاتها، ولكنّ الوضع الاقتصادي الصعب يقف حائلًا أمام ترويج لوحاتها لارتفاع سعرها بسبب الوقت والجهد الذي يحتاجه منها، والمواد الخام من ألوان والمادة الملمّعة التي يحتاجها لحماية الألوان والحفاظ عليها، ولنوع جيد من الخشب.

وبكلّ طاقتها تسعى إلى إكمال حلمها وطموحها بغضّ النظر عما يعوقها من ظروف صعب تأخذ منها دافعًا لإكمال طريقها والمشاركة في معارض خارجية.

جنان العيلة (2).jpeg