أوصى محررونَ الجامعات المحلية والعربية بضرورة تسهيل مهامهم، والسماح لهم باستكمال دراساتهم الجامعية، والعمل على نشر وطباعة مؤلفات الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وشدد هؤلاء خلال يوم دراسي عقد في الجامعة الإسلامية بعنوان "الأسرى يتحدثون عن معاناتهم"، اليوم، على ضرورة الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي؛ لتلبية احتياجات الأسرى الإنسانية والمعيشية، إلى جانب رعاية أسرهم وأبنائهم، ودمجهم في أنشطة المجتمع الفلسطيني.
وأكدوا ضرورة تعزيز وعي المواطن بقضية الأسرى، ومطالبهم الحقوقية، وإسنادهم جماهيريا وإعلاميا في جميع محطات نضالهم.
وجاء اليوم الدراسي بالشراكة بين مركز حضارات للدراسات السياسية والإستراتيجية ومركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني في الجامعة الإسلامية، بتمويل من مركز المبادرة الإستراتيجية فلسطين- ماليزيا.
واستعرض الأسير أيهم صباح، في رسالته، معاناته اليومية هو وعدد من زملائه في سجون الاحتلال، مؤكدا "أن المرض ينهش أجسادنا يوميا، حتى أصبح البعض منا غير قادر على احتماله".
وروي صباح تفاصيل اعتقاله بعد إطلاق قوات الاحتلال النار عليه وإصابته، ورغم ذلك خضع لتحقيق عسكري قاسٍ داخل سجون الاحتلال.
وأفاد بأن إدارة السجون لم تقدم له الرعاية الطبية، واصفا عيادة سجن الرملة بـ"المسلخ"، لافتا في الوقت ذاته، إلى حرمان عائلته من زيارته والاطمئنان عليه لفترات طويلة.
وقال إن: "هذه المعاناة التي أتحدث عنها بسيطة جدًا مقارنة بالواقع الذي نعيشه في السجون والمعاناة اليومية مع السجان.. الوضع كارثي وخطير".
ودعا الأسير المؤسسات الحقوقية إلى الوقوف عند مسؤولياتها الأخلاقية تجاه قضية الأسرى وفضح جرائم الاحتلال بحقهم.
كما استعرض الأسير الإداري أحمد سعادة، في رسالته، تعرضه للتهديد والوعيد من ضباط الاحتلال، سواء بالهاتف أو المقابلة الشخصية أو عبر اقتحام وتفتيش المنزل أو بالتهديد بالاعتقال الإداري.
وقال سعادة المعتقل إداريا منذ أكثر من سبع سنوات: إن "الاعتقال الإداري وضعني أنا وعائلتي في حالة المجهول وعدم الاستقرار نفسيًا واجتماعيًا وتعليميًا، وحتى في حقي بتربية أطفالي، وخاصة في بداية أعمارهم".
وأوضح أن الاعتقال الإداري بحقه وحق عدد من الأسرى غير قانوني وغير مبرر، ولا يتوافق مع القانون الدولي والإنساني والحضاري، داعيًا المؤسسات الحقوقية للضغط على سلطات الاحتلال لوقف جريمة الاعتقال الإداري.
وأضاف سعادة: الاعتقال الإداري بحسب القانون الدولي هو إجراء مؤقت وطارئ ويستخدم عند الضرورة والحاجة الملحة، لكن حكومة الاحتلال وأجهزتها "تستخدمه بشكل صارخ وظالم بحق الفلسطينيين دون اعتبار للقانون الدولي والإنسانية".
ودعا وكيل وزارة الأسرى والمحررين بهاء الدين المدهون، أحرار العالم والمؤسسات الحقوقية إلى تنفيذ خطوات عملية وعاجلة من أجل إنقاذ حياة الأسرى الفلسطينيين.
وأكد المدهون خلال كلمته أن أوضاع الأسرى بلغت "مرحلة خطيرة جدا" في ظل تفرد الاحتلال بهم، داعيا إلى ضرورة إسنادهم ودعم قضيتهم العادلة.
من جهته، أبدى مدير مركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني في الجامعة الإسلامية د. زكريا السنوار، استعداد المركز لاستقبال أي أفكار في سبيل دعم قضايا الأسرى في سجون الاحتلال.
وقال السنوار خلال كلمته إن قضية الأسرى يجب أن تكون على رأس أولويات الشارع الفلسطيني ومؤسساته، مشيرًا إلى معاناتهم الصعبة داخل السجون والمستشفيات الإسرائيلية.