فلسطين أون لاين

تقرير مسجد "دهمش".. ضحية تهويد وشاهد على مجزرة اللد عام 1948

...
مسجد دهمش في اللد
اللد-غزة/ جمال غيث:

لا تزال جدران مسجد دهمش في مدينة اللد بالداخل المحتل، تروي تفاصيل مجزرة كبرى ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 1948م، أودت بحياة مئات الشهداء داخله.

وعلى الرغم من مرور 74 عامًا على المجزرة فإن سلطات الاحتلال تحاول جاهدة تهويد المسجد، الشاهد على جراح ونكبات الشعب الفلسطيني وانتصاراته، وفق حديث عضو مجلس بلدية اللد محمد أبو شريقي.

وفي عام 1996م، تم استرجاع جزء من مسجد "دهمش"، بعد أن استولت قوات الاحتلال عليه، عام 1948م، وارتكبت فيها مجزرة بشعة راح ضحيتها مئات الشهداء.

ويعد مسجد "دهمش" واحد من خمسة مساجد تاريخية في مدينة اللد المحتلة، أقيمت قبل احتلال الأراضي الفلسطينية عام 1948، وهي: مسجد العمري الكبير، النور، دهمش، الواحة الخضراء، مركز الدعوة، إلى جانب مصليان.

سلب المبنى

وقال أبو شريقي: "منذ نحو عشرة أعوام يحاول القائمون على المسجد وأهل البلدة شراء مبنى ملاصق له وهو عبارة عن ملحمة سابقة، بهدف التوسعة، لكن يواجهون في كل مرة تسويفًا ومماطلة من الجهة القائمة على المبنى، إلى أن فوجئنا الأسبوع بتنفيذ عملية البيع من شركة اقتصادية إسرائيلية وهي أحد أذرع بلدية الاحتلال".

وأضاف عضو مجلس البلدية لصحيفة "فلسطين"، أن قيام الشركة الاقتصادية الإسرائيلية بأعمال ترميم بالمبنى تمهيدًا لنقل مكاتبها له لكونه يتوسط البلدة القديمة في مدينة اللد، أثار حفيظة الأهالي، ما دفعهم للتصدي لأعمال الترميم وإفشالها.

وذكر أن الأهالي كانوا ينتظرون شراء المبنى لصالح توسعة المسجد الذي تبلغ مساحته نحو نصف دونم، ولأن غالبية المصلين يجلسون في الشوارع بانتظار الصلاة خاصة في أيام الجمعة.

وبين أنه تم عقد لقاء بين لجنة المسجد وممثلين عن الأهالي مع بلدية الاحتلال والشركة الاقتصادية من أجل التوصل إلى حل وشراء المبنى لغرض توسعة المسجد، وجرى الاتفاق على تجميد أعمال الصيانة والترميم، وأن تبحث الشركة الإسرائيلية عن مكان آخر لها.

وأشار إلى أنهم كانوا ينتظرون ردًّا من البلدية والشركة الإسرائيلية على المقترحات التي قُدمت، لافتًا إلى أن الأهالي تمكنوا من تحرير أربعة محلات تجارية ملاصقة للمسجد لتوسعته. 

وتابع: إن مفاوضات دارت قبل خمسة أعوام لشراء المبنى من المستوطن الذي استولى عليه منذ لكن دون جدوى، لافتًا إلى أن "المبنى يقع داخل ساحات المسجد التابعة للأوقاف الإسلامية، لكن بلدية الاحتلال والشرطة الإسرائيلية تحاولان تهويد المكان رويدًا رويدًا".

تغول إسرائيلي

على حين أكد عضو لجنة مسجد محمود زبيدي، أن الهجمة على المواطنين الفلسطينيين في مدينة اللد ومختلف أنحاء البلاد باتت أمرًا معتادًا.

وقال زبيدي لصحيفة "فلسطين": "كنا على تواصل مع أصحاب المبنى، منذ نحو 15 عامًا لشراء المكان، إذ توصلنا لمرّات عدة لاتفاقات، لكنهم كانوا يتراجعون عنها".

وأضاف: "وفي نهاية المطاف وصلنا معهم إلى مبلغ يقارب 6 ملايين شيقل، وبعدها رفضوا اتفاق البيع مجددًا بادعاء أن الشريك متردد".

وتابع أنه "بعد رفض العرض فوجئنا بعد مدة وجيزة لا تتعدى خمسة أشهر باستحواذ الشركة الاقتصادية التابعة للبلدية على المبنى، وأن أصحابه باعوه بسعر أقل بكثير من الذي توصلنا إليه".

وحث زبيدي، على ضرورة الوقوف إلى جانب المواطنين وتوسعة دور العبادة، والتصدي لتغول الاحتلال عليها.