هل استطاعت (إسرائيل) نقل الصراع من فلسطين إلى الخليج؟ هل تمكنت (إسرائيل) من تنصيب إيران عدوا لها وللدول العربية؟ هل أخطأت إيران فقبلت أن تكون شاخصا تصوب إليه (إسرائيل) وحلفاؤها سهامهم؟ هل أخطأت الدول الخليجية في متابعة (إسرائيل) في هذه المسألة الخطيرة؟ وهل إيران عدو حقيقي لدول الخليج، (وإسرائيل) صديق حميم لها؟
هذه الأسئلة وغيرها تتفجر أمام كل من يقارب العلاقات الخارجية للدول في منطقتنا، وفي هذا المربع الصغير من الشرق الأوسط، الذي يحتوي على هذه الدول. إن أي مقاربة تفترض هذه الأسئلة، وتبحث عن إجابات لها، ويزداد هذا الأمر إلحاحا على الباحث الفلسطيني حين يقرأ أن (اجتماعا أمنيا كبيرا برعاية أمريكية جمع قادة الأركان من (إسرائيل)، والسعودية، والأردن، ومصر، لدراسة خطر الصواريخ والمسيرات الإيرانية، وسبل مواجهتها).
في المقاربات البحثية لا يحذر الجدل العلمي، وهنا أقول لنفترض أنه ثمة خطر ما في تعاظم دور المسيرات والصواريخ الإيرانية، فما وجه الحكمة في دراسة هذا الخطر مع كوخافي رئيس أركان جيش دولة الاحتلال؟ إذا كان ثمة خطر فيها على دول الخليج والعرب، فيمكن لهذه الدول دراسته، والتعاون في مواجهته. وإذا كان لها خطر على (إسرائيل) فلا علاقة للعرب في هذه القضية، وهي قضية تخصها وحدها!
وإذا رأى المجتمعون من العرب أن خطرا ما كامن في المسيرات الإيرانية والصواريخ الإيرانية على دولهم، فيجدر بهم أن يقاربوا الموضوع بعدالة وتكامل ويسألوا عن خطر المسيرات والصواريخ الإسرائيلية أيضا والتي تقصف غزة، وسوريا، ولبنان، والتي قصفت أيضا في العراق. بدون هذه الأسئلة تكون المقاربة العربية ناقصة، أو منحازة، أو مسكونة بغفلة ومخدرات تمنع الرؤية المتكاملة.
ما قلته ليس دفاعا عن إيران، ففي دول العالم كلها مسيرات وصواريخ إضافة للسلاح الذري فيها، وهي دول لا تشغلنا، ولا نقاربها في البحث، ونقارب إيران، لأن (إسرائيل وأمريكا) قررتا ذلك، وهذا أول فساد التخطيط المستقبلي العربي، لذا فأنا أدافع عن المصالح الفلسطينية والعربية أولا، وعن الموضوعية ثانيا، وعن رفضي لخطط (إسرائيل) في نقل مركز الصراع للخليج، ودفع دول العرب لإهمال القضية الفلسطينية ونسيانها.