فلسطين أون لاين

تقرير حل "الكنيست".. دوامة جديدة من الصراعات السياسية الإسرائيلية

...
برلمان الاحتلال الإسرائيلي (الكنيست) - أرشيف
الناصرة-غزة/ نور الدين صالح:

أدخل إعلان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت بالتوافق مع وزير خارجيته يائير لبيد حل الكنيست والدعوة إلى إجراءات مبكرة، الساحة الإسرائيلية في دوامة جديدة من الصراعات والمناكفات السياسية بين الأحزاب الإسرائيلية، خاصة المُعارضة بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي يسعى للعودة إلى سدّة الحُكم مجددًا.

وكان بينيت اتفق هو ولبيد على حل الكنيست وإجراء انتخابات مُبكرة يُرجح أن تجرى في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، نتيجة الأزمات المتواصلة التي تشل الائتلاف الحكومي الهش الذي فقد الأغلبية مع اتساع الفجوات بين كتله المختلفة.

وفي ضوء إقرار "بينيت" فشله في إنقاذ الائتلاف الحكومي الهش بعد إجراء محاولات عدّة، خاصة في مسألة تمرير قانون "الأبارتهايد" الذي يقضي بسريان القانون الإسرائيلي على المستوطنين بالضفة؛ تبرز سيناريوهات عدة في المرحلة القريبة القادمة، وفقًا لحديث مختصين بالشأن الإسرائيلي.

سيناريوهات عدّة

واستعرض الباحث في الشأن الإسرائيلي أيمن الرفاتي عدة سيناريوهات قد تشهدها دولة الاحتلال في الأيام القريبة القادمة، أولها -وهو سيناريو ضعيف- يتمثل بذهاب نتنياهو وفريقه إلى تشكيل حكومة جديدة، ما يحول دون حل الكنيست في المدة الحالية، وذلك بإقامة تحالفات مع أطراف في الحكومة الحالية.

والسيناريو الثاني -حسبما ذكر الرفاتي لصحيفة "فلسطين"- أن دولة الاحتلال ذاهبة في المدة القادمة إلى حل الكنيست وانتخابات خامسة جديدة في الـ25 من أكتوبر القادم، قائلًا: "ربما تعود دولة الاحتلال إلى دوامة الانتخابات، التي لم تخرج منها إلا بالاتفاق الذي جرى العام الماضي بين بينيت ولبيد".

وتوقع أن تعيش دولة الاحتلال المدة الحالية كما كانت في عهد نتنياهو، ما سيكون له انعكاسات على المستويات السياسية والعسكرية، إذ لن تكون حكومة تسيير الأعمال بقيادة لبيد قادرة على اتخاذ قرارات إستراتيجية في مختلف الملفات مثل الملف الإيراني أو المقاومة الفلسطينية.

ولفت النظر إلى أن جميع استطلاعات الرأي تُشير إلى أن دولة الاحتلال ذاهبة إلى دوامة انتخابية لا تُعرف كيفية الخروج منها، خاصة في حال فشل تشكيل حكومة جديدة، ما يدفع إلى إجراء انتخابات سادسة.

ويرى الباحث في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي أن خطوة "بينيت" تُعبر عن نوع من عدم الاستقرار السياسي في نظام الحكم لدى دولة الاحتلال، مشيرًا إلى أن السياسات العامة المختلفة في كيان الاحتلال تديرها "مؤسسات الدولة العميقة"، التي يقودها جيش الاحتلال والمحكمة العليا وغيرهما.

وخلال حديثه إلى صحيفة "فلسطين" أوضح الهندي أن نتنياهو خلال مدة حكمه السابقة حارب النخب السياسية الإسرائيلية المعارضة له على مختلف الأصعدة.

وفي ضوء تلك المتغيّرات استعرض سيناريوهات عدّة، أولها عدم تشكيل حكومة بديلة عن حكومة لبيد وبينيت، لأن القائمة العربية المشتركة ترفض التعاون مع نتنياهو على تشكيل حكومة جديدة.

عودة نتنياهو

والسيناريو الثاني -برأي الهندي- هو نجاح نتنياهو في استمالة حزب ساعر الذي يضم 5 أعضاء كنيست وآخرين من حزب يمينا، بالتالي يجمع 61 مقعدًا، ما يجعله قادرًا على تشكيل الحكومة.

وذكر أن السيناريو الثالث يتمثل بفشل السيناريوهات السابقة، والتوجه فعلًا نحو إجراء انتخابات في شهر أكتوبر القادم، وتشكيل حكومة جديدة.

أما المختص في الشأن الإسرائيلي جلال رمانة فيرى أن خطوة إعلان حل الكنيست هي رسالة من "بينيت" بالذهاب إلى الانتخابات المبكرة، نتيجة شعوره بالفشل من جهة، وتربص الأحزاب المعارضة له من جهة أخرى.

وبيّن رمانة لصحيفة "فلسطين" أن خطوة "بينيت" أثبتت أنه مستجد في السياسة، رغم أنه استطاع أن يقضي سنة كاملة في الحكومة مع الكثير من الألغام التي تحيط به.

وأوضح أن ما يجري في كيان الاحتلال "دليل على هشاشة الأداء السياسي منذ سنوات عدّة"، منبّهًا إلى أنه يعيش في الوقت الراهن واقعًا أمنيًّا خطرًا جدًّا، مع الحديث عن أجواء حرب مع إيران.

وأيّد رمانة من سبقه، إذ توّقع إمكانية إقدام نتنياهو على ضم أعضاء من حزب بينيت معارضين لإدارته في الحكومة، وأبرزهم "أورباخ"، وتشكيل حكومة دون إجراء انتخابات، وفق ما اتفق بينيت ولبيد.

وكان نتنياهو قال في خطاب مصور عقب بيان بينيت- لبيد: "إن حكومة بينيت فشلت فشلًا كبيرًا أمنيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا"، مشددًا على أن "الحكومة الحالية فقدت قدرتها على الحكم"، وأكد أنه واثق في قدرة معسكره على الفوز في الانتخابات.