فلسطين أون لاين

تقرير ماذا قال حجاج غزة قبل مغادرتهم إلى الديار الحجازية؟

...
مشهد من مغادرة حجاج غزة للديار الحجازية (تصوير: محمود أبو حصيرة)
رفح/ ربيع أبو نقيرة:

امتزجت مشاعر الفرح والسعادة بالدموع في مشاهد وداع حجاج قطاع غزة، قبيل انطلاقهم في حافلات إلى معبر رفح البري، إيذانا ببدء رحلتهم إلى الديار الحجازية من أجل أداء مناسك الحج لهذا العام.

وعبر عدد من الحجاج في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" عن سعادتهم الغامرة بأن وفقهم المولى تعالى لأداء المناسك، وتحرر أسمائهم من سجلات الانتظار بعد آخر قرعة أجرتها وزارة الأوقاف والشئون الدينية قبل نحو عشرة سنوات.

أم ياسر الخزندار أوضحت في حديثها لصحيفة "فلسطين" في أثناء انتظارها تلقي التطعيم في صالة معبر رفح الخارجية، أنها وزوجها سَجَّلا اسميهما في كشوفات الحجاج قبل 12عاما، قائلة: "أكرمنا الله هذا العام بأداء مناسك الحج، ونتمنى أن نكون من المقبولين".

وتابعت: "الفرحة لا تسعنا، ونتمنى أن يُكرمها لكل مشتاق إلى بيت الله الحرام"، مضيفة: "الوصول بسلامة إلى الحجاز هو أمنية كل الحجاج ليتمكنوا من أداء المناسك"، داعية في الوقت ذاته إلى ضرورة تسهيل سفرهم ومرورهم عبر الأراضي المصرية وصولا إلى السعودية.

أما إبراهيم أبو النجا الذي كرر عبارة "الحمد لله"، خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" أوضح أنه وزوجته انتظرا هذه اللحظة منذ عام 2013، معربا عن سعادته بتوفيق المولى تعالى أن مَنَّ عليهما بهذا "الفضل الكريم والنعمة الكبيرة".

وقال بعد أن ودع أبناءه وأقرباءه وهَمَّ بصعود الحافلة أمام أحد مكاتب الحج والعمرة في رفح: "شعوري لا يوصف وأملي أن تكتمل فرحتنا برحلة إيمانية دون منغصات"، متمنيا أن يسود الخير والسلام في فلسطين والأمة العربية والإسلامية.

بدورها أعربت أسماء أبو النجا عن حماسها الشديد وشوقها الكبير لزيارة بيت الله الحرام، وأداء مناسك الحج لأول مرة، مشيرة إلى أنها تعلقت بالأجواء الروحانية في الحجاز خصوصا بعد أدائها مناسك العمرة قبل عدة أشهر.

وقالت: "أدعو الله أن يرزقها إلى كل من تمناها، فقد رأيت وأحسست بشوق المحبين الذين ودعوني ومنعت التكلفة العالية بعضهم من أدائها".

من ناحيتها، أوضحت فاطمة الغول أنها انتظرت فرصتها في الحج منذ عام 2010، مشيرة إلى أن اسمها تحرر من كشوفات الانتظار قبل عامين، لكنها لم تتمكن من الحج بسبب انتشار وباء كورونا.

وقالت: "مشاعر مختلطة نعيشها في لحظات الوداع لأبنائنا وأحفادنا، ونسأل المولى بأن تكون رحلة سهلة يسيرة، وأن يُهون علينا متاعب السفر في الذهاب والعودة".

بدوره، أوضح مدير شركة أبو زيد للحج والعمرة جميل أبو زيد، أن السعودية أدخلت شروطًا جديدة للحج من ضمنها، منع من هم فوق سن الـ 65 عاما من أداء المناسك هذا العام، وخفض أعداد الحجاج، الأمر الذي خفض عدد حجاج القطاع من 2600 حاج إلى نحو 1300 حاج.

ولفت إلى أن ظروف الحج هذا العام أفضل من الأعوام السابقة، بفضل تجهيزات جديدة وترتيبات تتعلق بخفض عدد الحجاج في الخيمة الواحدة وكذلك تحسين الخدمات المقدمة لهم طيلة الرحلة.

أفضل المواسم

وفي السياق، ودع وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بغزة د. عبد الهادي الأغا حجاج بيت الله الحرام الذين غادروا قطاع غزة متوجهين إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج لهذا العام 1443هـ/ 2022م.

وتفقد الأغا الحجاج في معبر رفح البري، واطمأن على أحوالهم، وطالبهم بإخلاص النية لله تعالى والتوكل عليه، والتحلي بالصبر، والالتزام بإرشادات الإداريين والوعاظ المرافقين لهم ليتمكنوا من أداء فريضة الحج على أكمل وجه.

وأوضح أن عدد الحجاج المغادرين في الفوج الأول يوم أمس، بلغ (736) حاجًا موزعين على ثلاث طائرات حمولة الطائرة الأولى (298) حاجًا والثانية (298) حاجًا والثالثة (140) حاجًا، في حين سيشهد اليوم مغادرة (596) حاجًا موزعين على طائرتين حمولة كل طائرة (298) حاجًا.

وبين الأغا أن هذا الموسم من أفضل المواسم من حيث الترتيب، لافتاً إلى التسهيلات المقدمة على معبر رفح البري، والجانب المصري ومطار القاهرة وصولاً للمملكة العربية السعودية، منبهاً في الوقت ذاته إلى أن الأوقاف أنهت كل الترتيبات اللازمة لاستقبال الحجاج في مكة المكرمة والمدينة.

وقال: "يُعد سكن الحجاج لهذا العام هو الأقرب للحرم المكي في تاريخ البعثات الفلسطينية، وهناك تطوير على مستوى المشاعر في منى وعرفات بشكل يحد من أي إشكالات في أثناء أداء الفريضة، سائلاً المولى عز وجل التوفيق والنجاح للبعثة في إدارة هذا الموسم".

وأشار الأغا إلى أن جميع الحجاج تلقوا التطعيمات اللازمة قبل السفر، موجهاً شكره لمتابعة العمل الحكومي ممثلة برئيسها عصام الدعليس ووزارة الصحة التي سهلت وأعفت الحجاج من رسوم التطعيم.

وأضاف: "نريد من حجاجنا أن يكونوا سفراء خير لفلسطين والقدس والأقصى ورسلًا لها في نقل معاناة أهلهم وآمالهم وطموحاتهم، وإظهار الصورة الحسنة الجميلة لأهل فلسطين، وأن لا ينسوا أبناء شعبهم والقدس والأسرى من الدعاء".

وطالب وكيل وزارة الأوقاف البعثة المرافقة للحجاج وشركات الحج ببذل أقصى الجهود لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.

يُذكر أن الأوقاف شكلت لجنة لاستقبال ووداع حجاج قطاع غزة على معبر رفح البري برئاسة مدير أوقاف رفح محمد أبو عامر.