فلسطين أون لاين

تهويد التعليم يتصاعد في القدس ويحاول اختراق المدارس الخاصة

...

القدس المحتلة-غزة/ أدهم الشريف:

تقدم دولة الاحتلال إغراءات كبيرة وتمارس ضغوطًا هائلة في الوقت نفسه لتهويد كل شيء في مدينة القدس المحتلة لصالح مشاريع التوسع الاستيطاني على حساب أهلها، حتى إن التعليم لم يسلم من ذلك.

وكشف اتحاد أولياء أمور الطلبة في القدس، أن بعض إدارات المدارس خضعت لبلدية الاحتلال، وقررت فتح صفوف تدرس المنهاج الإسرائيلي مع العام الدراسي الجديد، ضمن ما يعرف "البجروت" وهو نظام تعليمي يقوم بتدريس المنهاج الإسرائيلي في مدارس القدس.

وفي هذا الصدد، قال اتحاد أولياء أمور الطلبة في القدس المحتلة: إن تهويد التعليم انتقل من المدارس التابعة للاحتلال إلى مدارسنا الخاصة التي كنا نعول عليها أنها من كبرى المدارس عددًا للطلبة وتدريس المنهاج الفلسطيني غير المحرف.

وبين الاتحاد في بيان وصلت إلى "فلسطين" نسخة عنه، أن هذه المدارس ستفتح أبوابها لتعليم المنهاج الإسرائيلي، ومن بينها مدرسة "راهبات الوردية"، وذلك مقابل الحصول على مبلغ بقيمة مليون شيقل أو يزيد.

وحذر عضو اتحاد أولياء أمور الطلبة في القدس رمضان طه، من خطورة ما يقوم به الاحتلال وهو من شأنه أن يجر بقية المدارس الخاصة عبر إغرائها من قبل بلدية الاحتلال وذلك في ظل غياب الجانب الرسمي الفلسطيني عن القدس.

وأكد طه في تصريح لصحيفة "فلسطين"، أن مخطط الاحتلال هذا قديم متجدد، ومنذ سنوات نعمل ضده بعدة وسائل وحملات نظمناها لكن بلدية الاحتلال ووزارة التعليم في حكومة الاحتلال نفذتا جملة من الخطوات لإفشالها، وشملت الخطوات بناء مدارس إسرائيلية جديدة من أجل التحايل على الأهالي.

ميزانيات يقابلها أزمات

وأكد أن سلطات الاحتلال تخصص ميزانيات عالية جدًّا من أجل تهويد التعليم في القدس، ويقابل ذلك شح في إمكانات مدارس المنهاج الفلسطيني، وهذا يجعل ضعاف النفوس في المدارس الفلسطينية يخضعون لضغوطات وإغراءات الاحتلال والامتيازات والأموال لكل من يفتح صفًّا واحدًا على الأقل للطلبة الإسرائيليين.

وأضاف: بسبب الأزمات والضغوط الاقتصادية التي تواجهها المدارس المقدسية الخاصة، تحول بعضها إلى مدارس تتبع بلدية الاحتلال وتضم صفوفًا لمستوطنين بدلاً من أن تحتضن فقط المقدسيين.

ونبَّه إلى مغريات يقدمها الاحتلال للأهالي مستغلاً تردي الأوضاع الاقتصادية للمقدسيين، إذ يعمل على ترغيبهم للتسجيل في مدارس تضم مستوطنين يهودًا، وتشمل الإغراءات خصم القسط المدرسي، وتوفير المواصلات، وهذه الخدعة للصف الأول الابتدائي والثاني أقصى حد، وبعد ذلك تلغى هذه الميزة.

وبيَّن أن الاحتلال يحاول من خلال المنهاج الإسرائيلي إدخال مفاهيم غريبة عن الفلسطينيين خاصة في المراحل الدنيا، ومنها الزعم أن المسجد الأقصى هو "جبل الهيكل" كما يدعون، ويحاولون تعليمهم ما يعرف بـ"السلام والنشيد الإسرائيلي".

وحذَّر من المخاطر الكبيرة التي تنطوي على خطط الاحتلال عند غرزها في عقول أطفال القدس.

ونبَّه طه إلى أن الهدف من كل ذلك تهويد التعليم والقدس ومناحي الحياة كافة فيها لصالح المستوطنين ومشاريع الاحتلال.

وقال المحلل السياسي والكاتب المقدسي راسم عبيدات: إن "الإدارات التي تعين من أجل إدارة المدارس في مدينة القدس، تنفذ أجندة وخطة إسرائيلية ممنهجة، لشطب المنهاج الفلسطيني بشكل كامل في المدينة".

وأضاف عبيدات في تصريحات صحفية، أن ميزانيات ضخمة يخصصها الاحتلال ضمن ما يسمى "الخطة الخماسية الحكومية الإسرائيلية 2018 – 2023"، والهدف منها إدماج المقدسيين مع مجتمع المستوطنين واقتصادهم.

ورصدت (إسرائيل) 875 مليون شيقل لأسرلة العملية التعليمية من أصل مليارين، بحسب عبيدات الذي أشار إلى أن المدارس التابعة للسلطة الفلسطينية أصبحت فارغة من طلبتها أو شبه فارغة، بلا أبنية ولا إمكانات أو حوافز أو حتى إدارة.

سماسرة الاحتلال

وأضاف: "هناك سماسرة ليس فقط من قبل إدارات المدارس ومقايضة المنهاج بالمال، بل من قبل تجار من رجال الأعمال ولجان محلية ومن هم محسوبون على قوى يروجون ويسمسرون للمنهاج الإسرائيلي".

وعلى الرغم من الضائقة المالية فإن المدارس الأهلية في القدس، فإن بعضها يرفض الحصول على أي مخصصات من الاحتلال. ويعد الحصول على ترخيص المؤسسات التعليمية من قبل الاحتلال سببًا في دفع العديد من المدارس الأهلية للانصياع لبلدية الاحتلال والحصول على مخصصات منها للتعليم، شرط فتح صفوف تعلّم المنهاج الإسرائيلي.

ويوجد 270 إلى 300 مدرسة في بلدات شمال وشرق وجنوبي القدس، و150 روضة مستقلّة منها ما هو خاص ومنها ما يتبع بلدية الاحتلال، يُسيطر الاحتلال على أكثر من نصفها، وذلك وفق إحصاءات مقدسية.