ارتقاء ثلة جديدة من رجال المقاومة الأشداء في جنين، يرتقي بها لتصبح أيقونة الثورة الفلسطينية المعاصرة على مدار عشرين عامًا، التي لم تستسلم، وهي تقاوم وتقدم الشهداء وراء الشهداء، والقادة الأسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال منذ 20 عامًا ويزيد.
هذه المدينة ومخيمها تحولت إلى عنوان للمقاومة والمواجهة، والجيل الفلسطيني الحالي الذي فشلت كل الجهود التي بذلتها الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية لتحويله إلى مجرد أشخاص عاديين، يمارسون حياتهم الطبيعية تحت حراب الاحتلال الإسرائيلي.
عودة الأجنحة العسكرية الموحدة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي يربك الاحتلال ويوجه له ضربات متوالية رغم الألم من ارتقاء الشهداء في عمليات الاغتيال التي ينفذها بين الفترة والأخرى، لكن ظهور الأجنحة العسكرية عامل مهم وأساس ومشجع للشباب الفلسطيني للانضمام للأجنحة المسلحة التي تقدم لهم الحماية والدعم بما تستطيع، والتي كان آخرها أمس بارتقاء ثلة من الشهداء، بينهم القيادي الميداني في كتائب القسام براء لحلوح ويوسف صلاح وليث أبو سرور من سرايا القدس.
بغض النظر عن هذا الأمر على الرغم من أهميته، لكن الاحتلال الإسرائيلي يشعر بخطورة من هؤلاء الشبان لذلك يبذل جهدًا كبيرًا في ملاحقتهم ومطاردتهم، وبكل أسف تساهم الأجهزة الأمنية الفلسطينية عبر التنسيق الأمني مع الاحتلال في الوصول إليهم سواء باعتقالهم وتعذيبهم وملاحقتهم، كما حدث مع الشهيد براء لحلوح وسبقه قائمة منشورة بين هؤلاء الشباب الذين استشهدوا نتيجة عمليات الاغتيال، لكن هذا لا يؤثر كثيرا على إمكانية إقدام بعضهم على الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي أو تنفيذ عمليات ضد مواقع الاحتلال في جنين أو تنظيم شبان للقيام بعمليات استشهادية عبر إطلاق النار ضد جيش الاحتلال والمستوطنين في مدن الداخل المحتل.
جنين ومخيمها حازت على حضور كبير لدى المقاومة الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة وتحديدا خلال الأشهر الماضية بما قدمته من استشهاديين أبطال نفذوا عملياتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتحولت إلى عصا غليظة على الاحتلال الإسرائيلي ويخشاها ويخشى الاقتراب منها لقوة شكيمة مقاتليها، وكذلك المزاوجة التي حدثت بين جنين وغزة خلال العام الأخير وخاصة منذ معركة سيف القدس وما بينهما من أحداث خاصة أبطال نفق الحرية الذين خرجوا من سجون الاحتلال من جنين ومثّل نقلة نوعية في تحدي الاحتلال الإسرائيلي والنيل منه وإظهاره في موضوع الضعف والخوف من جنين ومقاومتها.
يقع على عاتقنا كفلسطينيين إصدار موقف واضح بأن تقف السلطة موقفا واضحا في وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، ورفع يديها عن هؤلاء الشبان الذين تساهم بشكل مباشر في اغتيالهم عبر عمليات الاعتقال التي تقوم بها ضدهم وتعذيبهم ونزع المعلومات منهم وتقديمها للاحتلال الإسرائيلي الذي يراقبهم ويتبعهم بمجرد خروجها من سجون السلطة، حيث يتم قتلهم بعد لحظات أو أيام من خروجهم من سجون السلطة وهي سياسة قديمة اتبعتها السلطة خلال تواجدها في غزة، وهذا الأمر يخدم الاحتلال الإسرائيلي ويساهم في إراقة الدماء الفلسطينية.
الأمر لم يعد هنا مرتبط بما يسمى الانقسام أو غيره، بل مرتبط بأن تتحول جنين إلى رمز و أيقونة فلسطينية يتم رفع أيدي الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية عنها، وتفعيل الأنشطة التي يمكن أن تقوم بها الفصائل الفلسطينية وأذرعها العسكرية ووحدة موقفها الذي يضم كافة الفصائل للتصدي لعمليات الاغتيال والاجتياح التي يقوم بها الاحتلال في مدينة جنين وعدم تركها وحدها، وأن ترفع الأجهزة الامنية يدها عنها.