فلسطين أون لاين

مرح زيد.. كاتبة كرتونية إنجازاتها تجاوزت الأرفف وتحلم بالعالمية

...
صورة توضيحية
غزة/ هدى الدلو:

‏في مرحلة طفولتها لم تفوت يومًا الساعات المخصصة لمشاهدة التلفاز ومتابعة بعض القنوات الخاصة بالأطفال وتنجذب لما تبثه من أناشيد طفولية ورسوم متحركة، لتحرف مسار موهبتها إلى الكتابة في مجال الأطفال، لتتناول الحديث عن مراحل نموهم وحالاتهم بأسلوب إبداعي طريف وبسيط، يلفت انتباه من يقرأه ويسمعه من أقاربها وأصدقائها الذين آمنوا بموهبتها وقدموا لها الدعم، لتحصل على عمل يتناسب مع ميولها وموهبتها "كاتب محتوى".

الشابة مرح عماد زيد (27 عامًا) من مدينة قلقيلية، امتلكت موهبة الكتابة الإبداعية للأطفال وهي في عمر الثالثة عشرة، لتعكس من خلالها تعليمهم وتثقيفهم بطريقة سهلة وبسيطة وبأسلوب كرتوني مضحك، وتطمح بالوصول إلى العالمية.

بشغف كبير كانت تتابع الرسوم المتحركة الخاصة بالأطفال من قصص وكلمات وموسيقى وتردد شاراتها بطريقة لاشعورية وترددها على مدار يومها.

تقول مرح لصحيفة "فلسطين": "كنت مولعة جدًّا بحب مجال الأطفال والرسومات الكرتونية منذ الصغر، حتى إني كنت أكتب الشعر بالمدرسة، وأصيغ ما يحدث من مواقف في البيت على شكل أغانٍ لأضفي جوًّا من الضحك والمرح".

وتستذكر "مرح" بداية تجربتها الكتابية حيث كانت والداتها يوميًّا تساعدها في حلّ الواجبات المدرسية ومراجعة دروسها، ولفت انتباهها على الورقة الأخيرة من الدفتر كتابتي بطريقة عشوائية عن الأطفال، "ورغم انجذابي للذي قرأته إلا أنها وبّختني لعدم محافظتي على الكتب المدرسية، ولكنها أحضرت لي دفترًا خاصًّا ليكون لي كمدوَّنة لما يجول في خاطري".

وتضيف: "لم يكن هدفي في البداية تطوير الموهبة، بقدر حبي لممارستها، ولكن بعدما بدت تتضح خطوطها سعيت للاهتمام بها، ليتم فيما بعد التواصل الرسمي معي من شركة قدمت لي المساعدة في التعلُّم بكيفية كتابة شعر الأطفال والقوافي اللازمة وغيرها".

مع مرور الوقت سعت "مرح" إلى تطويرها من خلال الالتحاق بدورات لتعلُّم الكتابة وفنونها، والاستعانة بمواقع الإنترنت لتحسين مهاراتها؛ ما سمح لها بفتح مجال للتواصل مع قنوات تلفزيونية.

وتُشير إلى أنّ معلماتها في المرحلة الإعدادية فطِنَّ لموهبتها فعملن على تقوية شخصيتها ودعم أسلوبها الكتابي لتبرز شخصيتها في اللجان المدرسية، والمسابقات والإذاعات.

كان لدى "مرح" اهتمام كبير بموهبتها، إذ لم تتخلَّ عن شقّ طريقها في مجال الكتابة الكرتونية حتى في خضمّ الاستعداد لامتحان الثانوية العامة، فاستطاعت اجتياز امتحان قبول للمشاركة في دورة دولية لكتابة المحتوى تحت إشراف أبرز الكُتّاب في العالم العربي مع مجموعة من الطلبة تم اختيارهم على مستوى دولي، وشاركت بها عبر الإنترنت.

وتُوضّح أنّ التحاقها بتخصص طب الأسنان لم يمنعها من مواصلة الكتابة في مجال الأطفال، رغم ما تحتاجه دراستها من وقت وجهد، "وقد حصلت خلال المرحلة الجامعية على فرصة عمل في قناة ميمو وقناة مرح، ووقّعت بعدها اتفاقية تعاون بشكل مباشر مع إحدى الشركات الأم بالإمارات والتي تُعنى بإنتاج الأناشيد، وترعى أربع قنوات تلفزيونية".

وتحرص زيد على اختيار المواضيع الهادفة والمباشرة في كتابة الأناشيد، أو تحتوي على قصة فكاهية ومضحكة، لافتة إلى أنّ الكتابة لتلك الفئة ليست بالأمر السهل، بل تحتاج إلى اختيار الكلمات التي تتناسب مع أعمارهم ليتمكنوا من ترديدها وحفظها، وتكون لهم ماتعة بذات الوقت.

وترى أنّ هذا النوع من الكتابة هو مصدر للطاقة الإيجابية، فأحيانًا تُفرّغ طاقتها السلبية بالتركيز بهذا النوع من الكتابة، لتتمكن من الكتابة بوقت قصير لا يتجاوز 20 دقيقة بعد اختيار الفكرة، وقد يحتاج أحيانًا منها لساعات، فالأمر ينحصر بنفسيتها ومدى شعورها بالراحة.

وتجاوزت كتابات زيد الأرفف، متمنية أن تصبح كاتبة عالمية وتكمل مسيرتها في مجال كتابة الأطفال، وتفتح قناة خاصة بها لتكون بمثابة مرجع لإنجازاتها.