حذَّر رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل الشيخ رائد صلاح، من تغول عنصري منظم يُمارس من قبل الاحتلال ومسئوليه بحق كل ما هو فلسطيني.
وأكد أن هذا التغول يهدف إلى التحريض على قتل الفلسطينيين وتشريدهم وشرعنة ارتكاب الجرائم بحقهم، لا سيما أن وسائل إعلام الاحتلال على اختلاف أنواعها تعتمد في خطابها الإعلامي على لغة التحريض العنصري ضد الفلسطينيين.
وقال الشيخ صلاح في اتصال هاتفي مع "فلسطين": "إن الاحتلال يستخدم كل ما يمتلك من وسائل وأدوات لحشد الرأي العام الداخلي والدولي ضد حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ومقدساته، منوهًا إلى أن حملات التحريض طالت كل من يقف ثابتًا في وجه مخططات الاحتلال الرامية إلى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم.
وأوضح أن الاحتلال يسعى إلى تنفيذ حلمه بتقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا؛ مستغلًا حالة الانقسام العربي وانشغال الأمة عن قضية فلسطين.
وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يسمح للاحتلال بفرض إجراءاته كأمر واقع وسيواجه مخططاته مهما بلغت التضحيات.
وبين أن المؤسسة الإسرائيلية تحاول واهمةً فرض سيادتها الباطلة على المسجد الأقصى المبارك، تمهيداً لتنفيذ المشاريع التي اتفقت عليها كل الأحزاب الإسرائيلية من يمينها إلى يسارها سابقًا؛ معتبراً أن الاحتلال يعمل فعليًا عبر إجراءاته الأخيرة على إلغاء الوصاية الفلسطينية العربية الإسلامية على المسجد الأقصى.
وشدد الشيخ صلاح على أن المقدسيين وفلسطينيي الداخل؛ اتخذوا قرارهم بأنه لا تراجع عن مواجهة مخططات الاحتلال؛ والتصدي لما يسعى إليه مهما كلف الأمر من تضحيات في سبيل الدفاع عن القدس بكل ما تحتويه من معالم ومقدسات، مبينًا أن الرسالة التي يجب على الاحتلال إدراكها بأن الأقصى غير قابل للتهويد.
وذكر رئيس الحركة الإسلامية أن الانتصار للأقصى لن يكون فقط بإرغام الاحتلال على رفع البوابات الالكترونية وما صاحبها من إجراءات قمعية فقط؛ بل في الاستمرار بالدفاع عنه والمواصلة في طريق نصرته إلى أن يزول الاحتلال عن فلسطين كاملةً، مبينًا أن المرابطين ضربوا أروع الأمثلة في الثبات والصمود عبر تحديهم لغطرسة الاحتلال بصدورهم العارية.
ودعا الشيخ صلاح الرؤساء والأمراء والملوك العرب والمسلمين إلى التحرك الفعلي لإنقاذ مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى؛ وعدم ترك الفلسطينيين يقارعون الاحتلال وحدهم، مؤكدًا أن الصمت العربي الرسمي والتحركات الخجولة لن تشكل رادعًا للاحتلال؛ وستساهم في تشجعيه على المضي في مخططاته التهويدية في القدس تمهيدًا لهدم الأقصى وبناء هيكلهم المزعوم.
وفيما يتعلق بحملات التحريض على شخصه، أكد أنه لن يرضخ لسياسة التحريض والابتزاز التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقه من خلال تهديده بالنفي والاعتقال تارة والتحريض على قتله تارة أخرى، مشددًا على أن الاحتلال هو من سيُكنس من جميع فلسطين، وسيبقى الفلسطيني شامخًا على أرضه عزيزًا في دياره، ومسجده الأقصى.
وكانت سلطات الاحتلال أعلنت عن إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين لأول مرة منذ عام 1969، كما أعلنته منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت رفع الأذان، وذلك عقب عملية إطلاق نار، أسفرت عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين، ومقتل شرطيين إسرائيليين.
وكان الشيخ صلاح حذر من محاولات اعتداء واستهداف تعرض لها، من بينها رصد منزله وتصويره عبر سيارة مجهولة لاذت بالفرار.
وحمل الشيخ صلاح في منشور عبر "فيس بوك"، أمس، قيادات "إسرائيلية" مسؤولية تعرضه للاستهداف، جراء التحريض اليومي ضده، والتهديدات باعتقاله وطرده من الداخل المحتل.
ويعمل قيادات في الكيان الصهيوني، على التحريض وبشكل متواصل، ضد الشيخ رائد صلاح، بسبب موقفه القوي من الأحداث في المسجد الأقصى المبارك، ودفاعه المستميت عنه.
وتحدث عن قيام سيارة "مشبوهة" بالاقتراب من منزله بمسقط رأسه بمدينة أم الفحم والتقاط صور، ومن ثم فرارها، إلى جانب رصد مستوطن يهودي بملامح مريبة في أم الفحم، وكان يسأل عن مكان بيته.
وقال: "نتيجة لمواصلة التحريض الأرعن عليَّ وعلى الكثير من أهلنا في الداخل الفلسطيني، والتي كان آخرها تصريحات ليبرمان وكاتس وجلاند، التي دعت إلى سجني سجنًا إدارياً أو إبعادي إلى لبنان أو غزة، فهاكم بعض ما يقع عليَّ الآن؛ فقد حدثني أحد موظفي البورصة، وهو من أهلنا من أم الفحم أنه دخل إلى مكتبه البارحة وكانت كل الأصوات من حوله تدعو إلى قتلي".
وأضاف صلاح: "ثانيًا قامت سيارة مشبوهة بالاقتراب من بيتي، وبعد أن التقطت صورة له لاذت بالفرار، ثالثا: ضبط بعض أهلنا في أم الفحم البارحة مستوطناً في أم الفحم وكان أمره مريبا، وكان يسأل عن بيتي فجاءت الشرطة وأبعدته".
وفي نهاية تصريحه قال صلاح: "دمي في رقبة ليبرمان وكاتس وجلاند ومن يدور في فلكهم؛ لأن تصريحاتهم باتت تصنع أجواء تدعو إلى قتلي أو لعلها بدأت تحاول".