فلسطين أون لاين

تقرير سهام خلف.. موهوبة تحاول تعويض ما فاتها في صغرها

...
نموذج من لوحات الفنانة سهام خلف
رفح/ غزة–فاطمة الزهراء العويني:

منذ نعومة أظفارها ورسوماتها تلفت أنظار عائلتها أنهم أمام فتاة موهوبة، ما جعلهم يحيطونها بكل أنواع الدعم لتطوير موهبتها، في ظل الافتقار في حينها لدعم الفن والمواهب في المدارس والمجتمع المحيط، فحافظت الفنانة سهام خلف "30 عاماً" من مدينة رفح جنوبي القطاع على موهبتها بالتوازي مع اهتمامها بدراستها.

واليوم بعد أنْ تغيرت نظرة المجتمع للفن تغيرا لافتا، وأصبح هناك اهتمام أكبر به في المدارس، وهناك مؤسسات وجمعيات عدة تقدم كل أنواع الدعم للفنانين، وتسعى لاكتشاف المواهب الدفينة، خاصة في مرحلة الطفولة، وجدت خلف في هذا الفضاء متنفساً لتسويق موهبتها وإعطائها قدرها الذي حُرمته خلال السنوات السابقة.

بدأت ذلك بالعودة لمقاعد الدراسة الجامعية (تحمل درجة الدبلوم في الإدارة) لتدرس التربية الفنية وتصقل موهبتها بالعلم والبحث، "فقد منحتني تلك الدراسة الخلفية الثقافية والمعلوماتية اللازمة لأي فنان، وصقلت شخصيتي".

ولم تكتفِ بذلك، بل انضمت لجمعيات ومؤسسات تُعنى بالفن، على رأسها جمعية الفنانين التشكيليين تحت إدارة عصام حلس، التي تبنت موهبة خلف، ومدتها بكل ما تستطيع من مواد وأدوات للاستمرار في الرسم.

كل ذلك يضاف للداعم الأساسي أسرة خلف التي تبنت موهبتها منذ الصغر، وشجعتها على الاستمرار فيها، واقتطعت جزءاً من دخلها لتوفير المواد الخام للأعمال الفنية "المُكلفة عادةً". "لا تتخصص خلف بنوعٍ معين من الرسم، بل ترسم كل ما يخطر ببالها وكل ما تحبه، غير أنها مالت أخيراً لرسم الصور الشخصية "البورتريه".

رصيد شعبي

وتبين سهام أن "البورتريه" كان جسر العبور لمعرفة الناس بها، لكونه ارتبط برسم شخصيات مشهورة لها رصيد شعبي لدى الناس، كالصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، والأسير الطفل أحمد المناصرة، تقول: "أحب المقربون مني هذا الفنَّ، فرسمتُ لوحات للعديد منهم خاصة صديقاتي".

لكن سهام لا تحب حصر موهبتها في نوعٍ معين من الرسم، فهي تعكف حالياً على إعداد مجموعة لوحات لها علاقة بالتراث الفلسطيني.

تضيف: "أنا أستجيب للرغبة الفنية في داخلي، بما توحيه لي من أفكار وفي الأوقات التي تريدها هي، فأجسدها بريشتي في لوحات علّه يأتي اليوم الذي تخرج فيه للعلن في معارض مختصة".

وترى أن المعارض الفنية لها انعكاسات إيجابية كبيرة على الفنان، حيث تتيح له تلقي ردود الفعل المباشرة على رسوماته والتفاعل في النقاش حولها مع رواد المعرض، ما يمثل تحفيزا ً للفنان على الاستمرار بجانب تبادل الخبرات مع غيره من الفنانين.

وتشير إلى أن المعرض الأول الذي شاركت فيه كان بعنوان: "نساء تحت الشمس" وحظيت فيه بثناء فاق توقعاتها في أعمالها الفنية.

وتحاول سهام جعل الفن أيضاً وسيلة لكسب الرزق، من خلال صفحتها على "الإنستغرام" التي تستقبل فيها طلبات رسوم أو مشغولات معينة من الزبائن، وبموازاة ذلك تعمل خلف حالياً في مجال تنشيط الأطفال واكتشاف مواهبهم من خلال دورات فنية متخصصة، "هناك حالياً مجال واسع للأطفال وأسرهم لاكتشاف مواهبهم واحتضانها من قبل مؤسسات مختصة، أسعد كثيراً كلما ساعدتُ طفلاً على اكتشاف موهبته".

وتطمح للوصول للعالمية والمشاركة في دورات ومعارض دولية، تقول: "أرى الآن أن نظرة المجتمع للفتيات العاملات بالفن أصبحت أكثر تفهماً، أتمنى أن يتاح لي السفر لصقل موهبتي في الخارج".

وإذ تبين سهام أنها لا تحدد مواعيد معينة للرسم، فما إن تأتيها الفكرة حتى تدخل في "مرسمها الخاص المنزلي" وتنهمك في العمل، "هناك لوحات تستغرق مني ساعة فقط كـ"البورتريه" أما لوحات أخرى فقد تستغرق أسبوعاً أو أسبوعين".

المصدر / فلسطين أون لاين